أفشل تصعيد ميليشيا الحوثي واشتراطاتها، أول جولة للمبعوث الأممي الجديد، هانز غورنبورغ، ومعه مبعوث الولايات المتحدة تيم ليندر كينج، إذ استمر التعنّت الحوثي في التمسّك بتنفيذ الشروط المسبقة للموافقة على خطة وقف إطلاق النار، واختارت الميليشيا طريق الحرب والذهاب نحو المزيد من التصعيد في محافظات مأرب وشبوة والساحل الغربي، الأمر الذي من شأنه إطالة أمد الصراع واستمرار معاناة الشعب اليمني الذي يحتاج المساعدات الإنسانية.
وأكّد المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ وعقب جولة في المنطقة ولقاء ممثلي الميليشيا، التزامه بالعمل مع كل الأطراف سعياً لتحقيق تسوية سياسية شاملة، مشيراً إلى أنّه لا يمكن تحقيق السلام المستدام سوى عن طريق التسوية السلمية، مشدّداً على ضرورة توجيه كل الجهود نحو إحياء عملية سياسية تسفر عن حلول تلبّي تطلعات اليمنيين.
وتجنّب المبعوث الأممي الحديث عن الشروط المسبقة التي وضعتها الميليشيا للقبول بخطة السلام الأممية، وهي الشروط التي أفشلت التوصل إلى اتفاق رغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على تقديمها، وهي الشروط التعجيزية التي رفضتها الشرعية والتحالف، إذ تطالب الميليشيا بإلغاء الرقابة على المنافذ البحرية والجوية لمنع تهريب الأسلحة للميليشيا، والسماح باستيراد الوقود بدون توريد عائدات الرسوم الجمركية للحساب الخاص برواتب الموظفين، وفق ما نصّ عليه اتفاق استوكهولم.
وتعبيراً عن الضيق من تعنّت الميليشيا، أكّد المبعوث الأمريكي أنّ البلاد لا يمكن أن تعيش الحرب إلى ما لا نهاية، مشدّداً على ضرورة التوصل لاتفاق سلام، وهو الأمر الذي كررته المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا غرينفيلد، مشيرة إلى وقوف بلادها إلى جوار اليمن واستمرارها في بذل الجهود مع الشركاء الدوليين والأمم المتحدة، ودعم المبعوثين الأممي والأمريكي في مساعيهما للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب وتعيد الأمن والاستقرار.
وجدّدت الحكومة الشرعية، التأكيد على أنّ استمرار العدوان الحوثي على مأرب والتصعيد العسكري في المناطق الأخرى، وانتهاكات حقوق الإنسان والقتل خارج القانون، واستمرار خرق وقف إطلاق النار في الحديدة والتعنت في معالجة وضع خزان النفط صافر، لا تزال تمثّل عقبات في طريق التوصل إلى اتفاق سلام، مجدّدة التزامها التعاون البناء مع المبعوثين الأممي والأمريكي في مهمتهما، مشدّدة على ضرورة ممارسة المجتمع الدولي أقصى درجات الضغط على ميليشيا الحوثي وداعميها لإفشالهم جهود إنهاء الحرب.