استبقت لجين عبد الإله تخرجها في كلية الزراعة بجامعة صنعاء، بتحويل سطح منزل أسرتها مكاناً لتربية الحيوانات، مقتحمة سوق العمل بإمكانات بسيطة. ولا تزال لجين الشابة العشرينية طالبة في عامها الأخير بكلية الزراعة قسم الإنتاج الحيواني، إلّا أنّها مضت في تحقيق حلمها قبل التخرّج بتحويل سطح المنزل مكاناً لتربية الحيوانات الأليفة والعناية بها ومن ثم بيعها للمستهلكين. بدأت قصة لجين مع بدء تفشي وباء كورونا، حينما استغلت مبلغاً ادخرته عائلتها لشراء مستلزمات العيد ولا يزيد عن 1000 دولار، في عمل حظيرة بسيطة للأغنام، وشراء دجاج من سلالة هولندية غزيرة في إنتاج البيض، فيما استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي في تسويق منتجاتها.
تقول لجين إنّ مشروعها يختص بتربية الماعز والأغنام وتسمينها باستخدام مواد طبيعية مثل كسبة السمسم، الذرة الشامية، الذرة البيضاء لإحتوائها علي الأملاح المعدنية والفيتامينات التي تساعدها علي النمو بطريقه صحية، كما تقوم بإعطاء الأغنام أدوية مضادة لبعض الأمراض مثل الديدان الشريطية وغيرها، فيما تعتمد في دخلها على بيع ما تنتج تلك الحيوانات من حليب وبيض ولحوم. ولم يقتصر طموح لجين على العمل في مجال تربية وتسمين الأغنام والدجاج وبيع منتجاتها، بل قامت بتدريب عدد من النساء.
واجهت لجين في بداية مشروعها، صعوبة التأقلم من قبل المجتمع لاسيّما جيرانها وعدم تقبلهم الفكرة، خاصة وأنّها تربي الحوانات على السطح وما ينتج عن ذلك من روائح وأصوات، إلّا أنّها سرعان ما تغلبت علي هذه الصعوبات وأقنعت جيرانها على العمل في المجال نفسه، وأصبحوا يطلبون منها الاستشارة. وعلى غرار غيرها من أصحاب المشاريع الصغيرة، عانت لجين من الارتفاع الخيالي للأسعار، والذي أثّر بدوره أسعار الحيونات والعلف، ما اضطرها لاستبداله بعلف محلي الصنع ليتناسب مع قدرتها الشرائية. ورغم انشغالها باتمام دراستها الجامعية، تقضي لجين معظم وقتها الحيوانات تعتني بها وتوفر لنفسها وأسرتها دخلاً يساعدها في التغلب علي متطلبات الحياة وتجاوز الصعوبات.