في مشهد طبيعي رائع قل مثيله في مدن الضفة الغربية، تكتسي جبال الخليل وضواحيها بعروش الدوالي بأنواعها وألوانها المختلفة، إذ تُزرع عشرات آلاف الدونمات من أراضي الخليل بأشجار العنب لتزين طريق العابرين، فيما ينتشر على جانبي الطريق الباعة يعرضون محصول أراضيهم من العنب. تغنّى الشعراء بشجرة العنب، ونظموا فيها أجمل الأغاني، إذ كتب الشاعر الفلسطيني، عز الدين مناصرة في عنب الخليل: «الشهد في عنب الخليل، وعيون ماء سلسبيل، هي إرث جيل بعد جيل، وكفاح تاريخ طويل». أصبح العنب جزءاً من الموروث الثقافي والحضاري لأهل الخليل، يتوارثون زراعته والعناية به عن الآباء والأجداد، ويحرص أبناء الخليل على زراعة أشجار العنب كل في بستانه أو حول بيته، في إشارة إلى الاحترام الكبير الذي يكنه أهل الخليل لهذه الشجرة، ما جعل العنب الخليلي أشهر أنواع العنب في فلسطين والأردن والمنطقة.
وقال رئيس مجلس العنب والفواكه الفلسطيني، فتحي أبو عياش، لـ«البيان»، إنّ محافظة الخليل تحتل المرتبة الأولى في إنتاج العنب بواقع 30 ألف طن سنوياً، وتصل مساحة الأراضي المزروعة إلى نحو 47 ألف دونم، وتتركز في بلدات بيت أمر وحلحول وغيرهما، وتنتج المحافظة نحو 30 ألف طن من العنب سنوياً بأنواعه المختلفة، ووصلت إلى 17 نوعاً، مشيراً إلى أنّ إنتاج المحافظة من محصول العنب تراجع هذا الموسم بنسبة 20 في المئة بسبب الارتفاع في درجات الحرارة.
ويتحدث أبو عياش عن أسماء العنب الخليلي ويذكر منها، الجندلي، البيروتي، الحلواني، البلدي، الشامي، الدابوقي، الحمداني، الزيني، المراوي، الفحيصي، الرومي الأحمر، الشيوخي، البيتوني، ومسكات الإسكندرية والسلطانينا، برليت، وديلات. ومن أجل حل أزمة التسويق التي يعانيها محصول العنب في المحافظة، لفت أبو عياش إلى أن مجلس العنب والفواكه الفلسطيني بالتعاون مع وزارة الزراعة ومؤسسات أخرى، يعمل على دعم ثبات المزارعين من خلال تنظيم مهرجان العنب السنوي في الخليل، فضلاً عن تنظيم أيام تسويقية للعنب بمختلف أنواعه في مختلف أسواق محافظات الضفة الغربية في كل موسم.