على وقع التطورات الميدانية في محافظتي مأرب وشبوة اليمنيتين ورفض ميلشيا الحوثي كل دعوات السلام، أطلق العميد طارق صالح دعوة جديدة لتوحيد كل القوى المناهضة للانقلاب الحوثي، وتجاوز الخلافات وبناء مستقبل جديد لكل أرجاء اليمن، لتحرك المياه الراكدة، وترسم ملامح المرحلة المقبلة، مع تعثر جهود إحلال السلام، خصوصاً وأنها تواكب إصرار الميليشيا على الخيار العسكري ومضاعفة الكلفة الإنسانية لاستمرار الحرب.

دعوة قائد المقاومة الوطنية رئيس المكتب السياسي لتوحيد جهود كل المكونات اليمنية في المعركة ضد ميليشيا الحوثي واستعادة زخم المعركة معها، استقبلت بترحيب القوى السياسية والأوساط الشعبية على حد سواء، خصوصاً وأنها أتت متزامنة بعد أيام على اتفاقات أبرمتها المقاومة مع محور محافظة تعز القتالي لإعادة ترتيب الأوضاع في جبهات غرب محافظة تعز لاستكمال تحريرها، والتصعيد الكبير لميليشيا الحوثي في محافظة مأرب وشبوة، وهو تصعيد يهدد كل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب وضع حد لمعاناة ملايين اليمنيين.

من جهته، أعلن الناطق باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري في تصريح أن المجلس الانتقالي الجنوبي يرحب بأي جهود لتوحيد الصف لمواجهة الميليشيا الحوثية على امتداد خطوط التماس. وأبدى استعداد المجلس للشراكة مع المقاومة الوطنية ودعمها للتحرر من تلك المليشيا، وكسر بغيها وإبعاد خطرها عن بلادنا والمنطقة.

من جهته، قال مسؤول التنظيم الناصري في محافظة تعز عادل العقيبي: إن دعوة العميد صالح تؤكد المقدرة على تجاوز الفُرقة والانقسام في معسكر الشرعية، داعياً الآخرين إلى التعاطي مع الدعوة بالعمل على أرض الواقع وليس فقط المباركة. ورأى أنها تؤكد حرص المقاومة الوطنية ومجلسها السياسي على تجاوز الفُرقة والانقسام الحاصل في معسكر الشرعية، فالمعارك البينية في الصف الجمهوري آن أن تغادر ومعها كل السياسات الخاطئة التي رافقت المرحلة السابقة وأوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم.



برنامج وطني



 وشدد على أن «دعوة كهذه لا تحتاج إلى مباركة من الآخرين فقط بل إلى العمل على أرض الواقع من أجل تحويلها إلى واقع ملموس، وبرنامج عمل وطني قادر على تجاوز الانكسارات والانتصار لآمال وتطلعات شعبنا».

وكان العميد طارق، دعا في اجتماع المكتب السياسي للمقاومة إلى التحرك في كل الاتجاهات مع كل القوى السياسية الموجودة الفاعلة في الساحة اليمنية من أحزاب أو تنظيمات أو قوى مقاومة شعبية سواءً أكانت في مأرب، في شبوة، في الضالع، في الساحل، في تعز، في كل مكان. وقال: «نمد أيدينا، لدينا شركاء ومؤمنون بقضية الحرية وقتال الحوثي». وأضاف: «لا بد أن نعيد رسم شيء جديد للمستقبل يخدم كل يمني سواء في الجنوب أم في الشمال».

وفي سياق متصل أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن هانس غروندبرغ عن قلقه إزاء الوضع الآخذ في التدهور في اليمن، بما في ذلك اشتداد الحرب، وتفكّك مؤسسات الدولة وتأثير النزاع على الاقتصاد وتراجع الخدمات الأساسية. وقال إنه حان الوقت لإحراز تقدّم نحو أولويات سياسية واقتصادية وأمنية فورية وطويلة الأمد بما يخدم مصلحة اليمنيين.

وأكد في بيان وزعه مكتبه إن التقدّم في تنفيذ اتفاق الرياض من شأنه أن يساهم أيضاً في تعزيز الشراكات السياسية، ودعم تقديم الخدمات الأساسية واستقرار الاقتصاد.