وسط تنديد محلي ودولي تجاه الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في جنوب محافظة مأرب، أقدمت الميليشيا على قطع الاتصالات عن تلك المناطق في محاولة للتغطية على جرائمها، كما جمعت عناصرها وعائلات المعتقلين من سكان تلك المناطق في صنعاء، للترويج عن تطبيع الأوضاع في مسعى لتطمين بقية القبائل التي تشارك في القتال ضد الميليشيا ولمواجهة حملة التنديد الواسعة ضد تلك الانتهاكات.
وبثت الميليشيا مقاطع مصورة للعشرات من أسر المعتقلين الذين اقتادتهم الميليشيا عند دخولهم مديرية العبدية وهم يستمعون لخطاب متطرف ألقاه عليهم زعيم الميليشيا عبر دائرة تلفزيونية تعرضوا خلاله للتوبيخ وتوجيهات الطائفية المتطرفة. وروّج إعلام الميليشيا ما أسماه اللقاء بوجهاء القبائل وتوجيهه بالإفراج عن خمسين معتقلاً من أصل 500 اختطفوا وغيبوا من المديرية وجرى استغلال معاناة أسر المعتقلين لاستنطاقهم بتصريحات تنفي القمع وتفجير المنازل واختطاف المدنيين.
ومع فرار أكثر من 55 ألف مدني من تلك المناطق إلى مدينة مأرب يفترشون الأرض ويبحثون عن الغذاء، إلّا أنّ الميليشيا مستمرة في التغطية على تلك الجرائم بالحديث عن تطبيع الحياة، ما أثار سخرية الشارع اليمني الذي يتابع بمرارة الصور القادمة من مدينة مأرب لعشرات آلاف النازحين الذين يبحثون عن مأوى وغذاء بعد فرارهم هرباً من قمع الميليشيا. وتزامنت مساعي الميليشيا للتغطية على جرائمها، مع إقدامها على قصف أبراج شبكتي اتصالات في محافظة مأرب في منطقة جبل البلق بصاروخ باليستي، ما أدى لانقطاع الخدمة عن مدينة مأرب ومديرية الوادي.
استهداف آثم
ووصفت الحكومة اليمنية، ما حدث بأنه استهداف آثم وامتداد لسياسة الأرض المحروقة التي انتهجتها الميليشيا، واستهدافها المتعمد للبنية التحتية من مبان حكومية وطرق وأنفاق وجسور وشبكات الاتصالات والكهرباء والمياه، وتدميرها الممنهج للاقتصاد الوطني والقطاع الخاص. وطالبت الحكومة الشرعية، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي بمغادرة مربع الصمت، وإدانة أعمال القتل والتخريب التي تشنها الميليشيا الإرهابية في مختلف المناطق، لا سيّما محافظة مأرب، والتي تكشف عن سلوك عدواني وإجرامي فاقم من مأساة الحرب ومعاناة اليمنيين.
وأشادت الحكومة، بالبطولات التي يسطرها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأبناء مأرب في مواجهة الخطر الحوثي، مشدّدة على ضرورة رص الصفوف لمواجهة قوى التمرد التي تهدد الهوية اليمنية والنظام الجمهوري.