ظروف عمل شاقة يعيشها أطفال اليمن، إذ ينحتون في الصخر - واقعاً لا مجازاً - ليستخرجوا قوت يومهم بعد أن تركوا تعليمهم في ظل تدهور الحالة المادية لأسرهم بسبب الحرب، يعملون طوال فترة النهار في أعمال شاقة يعجز عنها الكثير من الكبار ليحصلوا على مقابل زهيد لا يتجاوز دولارين في اليوم الواحد.

7 سنوات من الحرب أنهكت اليمن أرضاً وإنساناً، وألقت بظلالها المأساوية على مختلف مناحي الحياة ليعاني اليمنيون بمختلف فئاتهم أزمات أثقلت كاهلهم، وأكثر هذه الفئات تضرّراً هم الأطفال الذين وجدوا أنفسهم في ميدان حرب مستعرة لتبدأ حياتهم في مضمار البقاء في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعجز عن مواجهتها حتى الكبار.

ونتيجة هذه الأوضاع التي يعيشها البلد الذي مزقته الحرب انتشرت عمالة الأطفال بشكل لافت، ووجد كثير من الأطفال أنفسهم يواجهون الحياة ومتطلباتها بالأعمال الشاقة كي يوفروا قوتهم ويسدوا جوعهم. وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن اليمن ضمن أسوأ البلدان من حيث مستوى معيشة الأطفال، حيث يعاني أطفاله منذ سبعة أعوام بسبب الحرب الدائرة في مختلف مناطقه، وحرموا من التعليم وانخرطوا في الأعمال الشاقة للحصول على الطعام. 

صور صادمة

في صور صادمة خاصة بـ «البيان»، تظهر مجموعة من الأطفال اليمنيين وهم يعملون في ظروف إنسانية شاقة في معامل تشكيل وتشذيب أحجار البناء، حيث يعمل مئات الأطفال في هذه المعامل على امتداد الطريق في منطقة النشمة غرب مدينة تعز اليمنية. 

يقول أحمد سعيد 13 عاماً لـ «البيان»: إنه اضطر للعمل بعد تدهور الأوضاع المعيشية لأسرته بسبب الحرب وتوقف الأعمال التي كانت مصدر دخلهم الوحيد، وبعد مرض والده أصبحوا من دون عائل فاضطره ذلك للخروج والعمل في هذه المهنة، كونها المهنة الوحيدة في منطقته التي يمكن من خلالها الحصول على مقابل يسكتون جوعهم على الأقل. 

أحمد ترك الدراسة بعد انخراطه بالعمل لأنه غير قادر على تحمل نفقات تعليمه واحتياجات أسرته. ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، فإن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس يزيد على مليوني طفل وفتاة في سن التعليم، بزيادة تجاوزت الضعف، مقارنة بفترة قبل عام 2015. 

وتقول الإحصاءات الرسمية إن أكثر من 400 ألف طفل يمني أعمارهم من 10 إلى 14 سنة ينخرطون في العمل، فيما تؤكد منظمة العمل الدولية أن 1.4 مليون طفل يمني محرومون من أبسط حقوقهم.