حشدت ميليشيا الحوثي طلاب المدارس والموظفين في مناطق سيطرتها، للاحتفاء بمقتل عشرات الآلاف من عناصرها خلال الحرب، التي أشعلتها منذ سبعة أعوام، وحثت على تجنيد المزيد من الطلاب للمشاركة في القتال، فيما كشفت مصادر حكومية أن الميليشيا وفي مقابل وقف صرف رواتب مئات الآلاف من الموظفين خصّصت تلك المبالغ لصرف رواتب شهرية لأسر قتلاها، كما جعلت لهم الأولوية في الحصول على المساعدات الغذائية الدولية.
وأعلنت المؤسسة المعنية برعاية قتلى الميليشيا أن أكثر من 32 ألفاً من سكان محافظة صنعاء وحدها قتلوا أثناء مشاركتهم في القتال معها منذ بداية الحرب، وأعلن مسؤول هذه المؤسسة في محافظة ذمار أنهم يحتفلون «فرحاً وابتهاجاً بذكرى 9 آلاف قتيل من أبناء المحافظة»، غير أن مصادر مطلعة ذكرت أن خسائر الميليشيا في محافظتي صعدة وحجة أضعاف هذا العدد، حيث تعتبر المحافظتان المخزن البشري الأساسي للميليشيا لأسباب مرتبطة ببقاء محافظة صعدة خارج سيطرة الدولة المركزية منذ ستينيات القرن الماضي، ولأن الميليشيا كانت تسيطر على التعليم والمساجد في محافظة حجة، التي تعاني من اتساع رقعة الفقر.
رواتب شهرية
ووفقاً لما قالته المصادر لـ«البيان» فإنه وبناء على تعليمات قائد الميليشيا يتم منح عائلات القتلى رواتب شهرية من خلال ما تسمى مؤسسة الشهيد، التي يشرف عليها شخصياً، وهذه الرواتب تصرف من عائدات الدولة التي تم الاستيلاء عليها وإيقاف صرف رواتب الموظفين منذ خمسة أعوام، حيث منحت هذه المؤسسة مصادر مالية متعددة جزءاً منها يأتي من هيئة الزكاة والجزء الآخر من الجبايات التي يتم تحصيلها، ومن عائدات الضرائب والجمارك والرسوم المتحصلة من شركات الهاتف المحمول، حيث تبلغ نسبة الضريبة على الأرباح خمسين في المائة.
وقال سكان في صنعاء وحجة إن قادة الميليشيا، الذين ألزموا المدارس بالاحتفاء بالمناسبة وتمجيد الالتحاق بالقتال ألزموا أيضاً الوزارات والمصالح بإقامة احتفالات داخلية، كما نظموا زيارات ميدانية للموظفين والطلاب إلى المقابر، التي استحدثت لاستيعاب جثامين قتلاهم المتزايدة في أغلب المحافظات، وأن هؤلاء وخصوصاً في صعدة وحجة والمحويت أجبروا السكان في الأرياف على المشاركة في هذه الفعاليات، كما فرّغوا المدارس من الطلاب لزيارة المقابر، وحضور جلسات التعبئة الطائفية.