بعد إغلاق ميليشيا الحوثي كل أبواب السلام في اليمن، وذهابها في خيار التصعيد، عاد تحالف دعم الشرعية والجيش الوطني لتوجيه ضربات موجعة للميليشيا، أسفرت عن تكبّدها خسائر فادحة في العدة والعتاد في جبهات القتال على جبهات مأرب والجوف والساحل الغربي، فيما استهدفت ضربات أخرى مخازن الأسلحة والصواريخ ومعامل تركيب الطائرات المسيرة، الأمر الذي من شأنه ردع الميليشيا وإجبارها على العودة للخيار السياسي. وفيما يواصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غوندبورغ، والمبعوث الأمريكي، تيم ليندركينج، تحركاتهما تحضيراً لجولة محادثات جديدة، ردت الميليشيا على هذه الجهود بتصعيد هجومها على مأرب والأراضي السعودية واستهداف مخيمات النازحين بالصواريخ الباليستية والهجوم على المناطق الواقعة خارج اتفاق استوكهولم في محافظة الحديدة، ما أوجد واقعاً مغايراً لكل جهود إحلال السلام.



ووفق مسؤولين يمنيين، فإنّ التحالف وقوات الشرعية، تعاملا مع هذه المتغيرات وفق ما تفرضه معطيات مسرح العمليات، إذ سقط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل وجريح حوثي في جبهات جنوبي مأرب منذ مطلع ديسمبر الجاري، فيما تمكنت القوات المشتركة من تحرير مناطق شاسعة في غربي محافظتي تعز وإب وشرقي محافظة الحديدة. وبالتزامن، واصلت القوات الحكومية، التصدي لمحاولة الميليشيا اختراق جبهات غربي مأرب، فيما وجهت مقاتلات التحالف، ضربات نوعية ودقيقة دمرت فيها ورش تركيب الطائرات المسيرة وإطلاقها في صنعاء وصعدة، كما دمرت مخازن للصواريخ والأسلحة.







استهداف مواقع



وتشير مصادر عسكرية، إلى أنّ التحالف تمكن من تحديث بنك الأهداف، بعد قيام الميليشيا بإعادة استخدام مواقع تمّ استهدافها من قبل، فضلاً عن استخدام منشآت مدنية واستحداث مخازن للأسلحة وسط الأحياء السكنية، لافتة إلى أنّ ذلك لم يمنع مقاتلات التحالف من تحديد هذه المواقع واستهدافها بدقة ومن دون سقوط أي ضحايا في صفوف المدنيين، رغم محاولة الميليشيا التمويه وتغيير المواقع وتحويل الأحياء السكنية وورش صيانة السيارات لمعامل لتركيب المسيرات وصيانة العربات العسكرية، بما فيها مطار صنعاء الذي سعت الميليشيا لإعادة تشغيل أجهزة الرادار فيه، وإطلاق المسيرات منه نحو مناطق سيطرة الحكومة، والأراضي السعودية.



وفي تأكيد على دقة ضربات التحالف، قال نائب الناطق باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في مطار صنعاء الدولي، إنّ فريقاً من الأمم المتحدة زار المطار لتقييم الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية وخلص إلى أنّ المطار لا يزال يعمل للاستخدام الإنساني في حالات الطوارئ. وعلى الرغم من الإقرار الأممي، أبلغ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، بأن الميليشيا منعت هبوط الرحلات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من وإلى مطار صنعاء.