فيما تعبّد الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية، طريق السلام في اليمن، تستمر ميليشيا الحوثي في زرع الألغام أمام كل الطرق التي من شأنها أن تقود لتحقيق الاستقرار بل تدفع باتجاه تكريس مفاهيم التمييز والطائفية، من خلال احتكار المواقع والوظائف على منسوبيها، وتغيير مناهج التعليم لتصبح وقوداً للتطرف والكراهية، والإصرار على تجنيد الأطفال والدفع بهم لجبهات القتال.

وفي مقابل تجديد الحكومة الشرعية في كل مرة، استعدادها للذهاب إلى محادثات السلام والجلوس لطاولة التفاوض مع الميليشيا لتحقيق الأمن في اليمن وإنهاء معاناة المدنيين، يمضي الحوثيون نحو تكريس الانقسام وتعزيز الطائفية والتطرّف، وحكر المناصب المهمة في مناطق سيطرتها على منسوبيهم، فضلاً عن إقدامهم على تغيير المناهج الدراسية وتضمينها موضوعات تميّز مكونات المجتمع اليمني وتمجّد قادة الميليشيا، وتجنيد الأطفال قسراً للدفع بهم إلى جبهات القتال، ما يهدد بحدوث انقسام مجتمعي خطير، وخلق جيل من المتطرفين من شأنه تهديد أي خطوات لتحقيق السلام والاستقرار، وفق تأكيد نقابة المعلمين اليمنيين.

ثقافة عنف

وذكرت النقابة، أنّ الميليشيا وضعت صورة طفل عمره 14 عاماً لقي حتفه وهو يقاتل في صفوفها على غلاف كتاب اللغة العربية للصف السادس، بل أضافت قصيدة ودرساً عنه في الطبعة التجريبية للعام الدراسي الجاري. ونبهت إلى أنّ الميليشيا تسعى من وراء ذلك إلى فرضه رمزاً للصغار في المنهج الذي يتلقفه ملايين الطلاب في مناطق سيطرتها، مؤكدة أنّ هذا المنهج ينطوي على ترويج لثقافة القتل والموت والعنف، بدلاً عن نشر ثقافة السلام.

وفي تعليق على صدور النسخة التجريبية، قالت النقابة، إنّ الرسالة الموجهة للطلاب من وراء الخطوة تغيير وعيهم ومحاولة إفهامهم أنّ النجاح ليس مواصلة الدراسة بل الذهاب للقتال والموت، مشدّدة على ضرورة عمل كل الجهات الوطنية والدولية، لوقف تسلل هذه الأفكار إلى المناهج والحياة اليومية للأطفال، مشيرة إلى أنّ من شأن استمرار الحوثي في تسييس المناهج، أن يؤدي لظهور جيل من المتطرّفين ممن ترعرعوا في رحم الفقر وتعاليم الكراهية، الأمر الذي من شأنه زعزعة استقرار اليمن.