مع استمرار ميليشيا الحوثي في التصعيد العسكري، وإفشال جهود إحلال السلام للعام السابع على التوالي، حذر برنامج الغذاء العالمي من أن مخزونه من الغذاء في اليمن ينخفض بشكل خطير، مع استنفاد ميزانيات الأزمات الإنسانية حول العالم إلى أقصى حد، مؤكداً حاجته الماسة إلى المتبرعين، للعمل لتجنيب كارثة الجوع، التي تلوح في الأفق، حيث يعاني أكثر من نصف سكان البلاد أي نحو 16.2 مليون شخص، من الجوع الحاد، ونصف الأطفال دون سن الخامسة، أي أن 2.3 مليون معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية.وبالتزامن مع التصعيد الميداني، وتوقف تحركات مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، ومعه مبعوث الولايات المتحدة في المنطقة، أظهر التحديث الخاص بالوضع الإنساني أن برنامج الغذاء العالمي يحتاج إلى 813 مليون دولار، لمواصلة مساعدة الفئات الأكثر ضعفاً حتى شهر مايو المقبل، كما أنه يحتاج إلى 1.97 مليار دولار، لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية الحيوية للأسر، التي باتت على شفا المجاعة.

صراع مستمر

وفيما أدى تصعيد الحوثيين إلى اشتعال القتال في نحو 50 جبهة في مختلف أنحاء اليمن، نبهت الأمم المتحدة إلى أن الصراع المستمر والأزمة الاقتصادية المتفاقمة دفعت الملايين إلى الفقر، حيث يوجد حالياً 20.7 مليون شخص يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية بسبب تفاقم الوضع، نتيجة اشتداد الصراع والانهيار الاقتصادي، وتأثيرات فيروس كورونا والأمطار الغزيرة والفيضانات، وقالت: إنه ورغم النقص الحاد في التمويل وبيئة العمل الصعبة، فإن 195 منظمة إنسانية واصلت تقديم المساعدات إلى ما 11.3 مليون شخص شهرياً، وأضافت أن اشتداد الصراع في محافظات مأرب والجوف والبيضاء وشبوة وتعز والحديدة، واستمرار الاشتباكات في حجة والضالع وتعز والمناطق شكل تحدياً للاستجابة الإنسانية المستمرة.وأكد رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن نجيب السعدي لـ«البيان» قيام برنامج الغذاء العالمي بتخفيض عدد المستفيدين من المساعدات الإنسانية، بسبب نقص التمويلات ونبه إلى أن العمل الإنساني يواجه تزايداً في إعداد المحتاجين للمساعدات، وفي المقابل هناك نقص في التمويلات وقال: إن ذلك «يشكل مشكلة مركبة لأن برنامج الغذاء لو توقف عن تقديم المساعدات الإنسانية فإن ذلك ينذر بكارثة حقيقية في اليمن».

500

كشفت منظمة الهجرة الدولية أن 500 يمني فروا من ديارهم كل يوم خلال الأيام الستة الأولى من شهر يناير الجاري في ثلاث من المحافظات اليمنية، التي تشهد تصعيداً في المواجهات مع ميليشيا الحوثي، التي رفضت كل مقترحات وقف الحرب.