بعد رفضها كل مقترحات السلام، واستقبال مبعوث الأمم المتحدة، تواجه ميليشيا الحوثي خيارات صعبة، مع الهزائم التي تتلقاها جنوبي مأرب وغربي تعز، وجبهات محافظة الجوف، والضربات التي تنفذها مقاتلات تحالف دعم الشرعية، على مواقع تخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة. ومُنيت الميليشيا الإرهابية، خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، بهزائم قاسية، في محافظات شبوة ومأرب والبيضاء والجوف، بعد أن أغلقت الأبواب أمام كل جهود السلام، فيما ينبئ المستقبل بتلقيها المزيد من الهزائم والانكسارات، حال إصرارها على المضي في هذا الطريق، ورفض جهود السلام؛ إذ يواصل تحالف دعم الشرعية، استكمال الترتيبات العسكرية الإضافية في مأرب ومحافظات أخرى، استعداداً لمعركة أوسع، من شأنها إرغام ميليشيا الحوثي على العودة لطاولة المفاوضات.
وعلى الرغم من الهزائم التي تجرعتها في مختلف الجبهات، إلّا أنّ الميليشيا فوتت من جديد الفرص المتاحة لإحلال السلام، ووقف معاناة اليمنيين، بتعنتها، وعدم تجاوبها مع الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن؛ هانس غوندبورغ، والمبعوث الأمريكي؛ تيم ليندر كينج، خلال جولتهما الأخيرة في المنطقة، إذ أكّدت الخارجية الأمريكية، أنّ ليندركينغ، أنهى جولته التي ختمها في لندن لبحث ملف الأزمة اليمنية، التي التقى خلالها، بالتنسيق مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، الشركاء في المنطقة وخارجها، وركّز في جولته على الحاجة الملحة لخفض التصعيد، وحماية المدنيين، بما في ذلك الموظفون الأمريكيون وموظفو الأمم المتحدة المحتجزون في صنعاء.
دعم وقلق
وحضّ المبعوثان كل الأطراف على دعم عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة، وتكثيف الجهود لتحسين الوضع الاقتصادي، والاستقرار، والعمل على تحسين وصول المساعدات الإنسانية، ومعالجة أزمة الوقود، فضلاً عن مشاركتهما في اجتماع «الخماسية» الخاص باليمن، لمناقشة سبل دفع حل سياسي دائم للصراع. كما أعرب المبعوثان عن قلقهما من التأثير العميق للتصعيد العسكري الأخير على المدنيين، مؤكدين مجدداً الحاجة الملحة لجمع الأطراف معاً، للمشاركة بشكل بنّاء في المحادثات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، والتخفيف من معاناة الشعب اليمني. ودعا المبعوث الأمريكي، الأطراف اليمنية، إلى وقف التصعيد، واغتنام فرص السلام في العام الجديد، والتعاون مع المجتمع الدولي، الذي يحاول المساعدة على خلق فرص للحوار بين اليمنيين، وتحديد مستقبلهم.