أشاعت اللقاءات التي يجريها المبعوث الأممي الخاص باليمن، هانس غروندبرغ، أجواءً من التفاؤل بنجاح مهمته، إذ تم تثبيت وقف إطلاق النار، وتحقيق اختراقات مهمة في الملفات الشائكة في الجوانب العسكرية والاقتصادية تمهيداً للحل السياسي، حيث كشفت مصادر لـ«البيان» عن تمكن المبعوث الأممي من انتزاع موافقة على تثبيت الهدنة التي ستنتهي في مايو المقبل وموافقة مبدئية على تمديدها.
وفيما يستعد أعضاء المجلس الرئاسي للعودة إلى عدن، والبدء بمهمة إصلاح كل القصور القائم في مؤسسات الدولة، يواصل مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ لقاءاته في صنعاء مع قيادات الحوثي، وناقش مختلف الملفات المرتبطة بإنجاح الهدنة القائمة وتحويلها إلى وقف شامل لإطلاق النار، حيث ناقش الخروقات التي ترتكب في أكثر من جبهة والتحضيرات المتصلة بإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وكذلك الترتيبات المتعلقة بفتح الطريق الرئيس إلى تعز المحاصرة منذ سبعة أعوام، وانسياب واردات الوقود عبر ميناء الحديدة والملف الاقتصادي وبالذات ما يتصل بإنهاء انقسام البنك المركزي اليمني والعملة الوطنية ورواتب الموظفين المقطوعة منذ خمسة أعوام. وذكرت مصادر شاركت في بعض اللقاءات التي عقدها المبعوث الأممي في صنعاء لـ «البيان»، أنه تمكن من انتزاع موافقة على تثبيت الهدنة التي ستنتهي في مايو المقبل وموافقة مبدئية على تمديدها واستئناف المسار السياسي على أن تكرس الفترة المتبقية من عمر الهدنة الرمضانية لوضع معالجات لكافة القضايا والانتقال إلى المرحلة التالية والخاصة بمحادثات السلام الشاملة.
تقدم في المفاوضات
ورغم الصعوبات الكبيرة التي تعترض طريق السلام إلا أن تلك المصادر بينت أن النتائج التي ترتبت على مشاورات الرياض وانتقال السلطة بشكل سلس من الرئيس السابق إلى المجلس الرئاسي وتبني المتحاورين نهج السلام وإسقاط خيار الحسم العسكري إلى جانب الجهود التي تبذل على المستويين الدولي والإقليمي كلها عوامل ساعدت على التقدم الحاصل في المحادثات التي يجريها المبعوث الأممي والنتائج الإيجابية المتوقع أن يخرج بها من زيارته هذه، وأكدت أن إعادة تشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء وإنهاء الحصار على تعز وانسياب حركة الوقود إلى ميناء الحديدة من شأنها أن تفتح الباب واسعاً أمام فرص السلام.
إلى ذلك، شدد أعضاء مجلس الأمن في بيان أمس، على أهمية تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن. وحض البيان الحوثيين على التعاون مع جهود المبعوث الأممي لوقف شامل لإطلاق النار، كما طالبهم بالتعاون مع المبعوث للتوصل إلى حل سياسي في اليمن عن طريق التفاوض.هذه التطورات انعكست على الشارع اليمني الذي بدا متفائلاً بقرب إحلال السلام ووقف نزيف الدماء أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً وأن معاناته بلغت ذروتها بعد أن أنهكته الحرب.