مع دخول الهدنة أسبوعها الرابع، وجّه المجلس الرئاسي في اليمن رسالة سلام لميليشيا الحوثي، جدد خلالها الالتزام بالعمل على إحلال السلام، باعتباره الخيار الوحيد لحقن الدماء، وسط أنباء عن قرب إتمام صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين، وعشية تسيير أول رحلة تجارية من مطار صنعاء إلى الأردن، بعد توقف ست سنوات.
وناقش المجلس في اجتماع برئاسة رشاد العليمي، التطورات الراهنة والتحديات التي تشهدها الساحة اليمنية، مستعرضاً التحديات العسكرية والأمنية. وجدّد المجلس التأكيد على التزامه بالهدنة الإنسانية، رغم الخروقات المستمرة للحوثيين والتي تكشف عدم رغبتهم في تحقيق السلام، مؤكداً سعيه الدائم نحو السلام باعتباره الخيار الوحيد لحقن الدماء، وأنّ تعنّت وصلف الحوثيين تعبير عن عدم اكتراثهم لمعاناة الشعب اليمني.
وقال العليمي، إنّ المرحلة الراهنة تتطلب تضافر جهود الجميع رسمية وشعبية على قاعدة التوافق والشراكة لبناء الدولة ومواجهة كافة التحديات، لاسيّما الاقتصادية والتي ستنعكس نتائجها على حياة المواطن ومعيشته اليومية. وشدّد العليمي، على ضرورة ترجمة الأولويات في برنامج عمل المجلس فيما يتعلق بالوضع المعيشي والاقتصادي، وضرورة إيلاء العاصمة المؤقتة عدن اهتماماً أكبر لتحقيق التنمية والاستقرار.
بدوره، أكّد رئيس مجلس النواب اليمني، سلطان البركاني، أنّهم سيظلون دعاة سلام وصناعه بكل ما يستطيعون وبعزيمة وتصميم لا يلين، مضيفاً: «آن لنا اليوم أن نعمل بضمير مخلص من أجل قضية شعبنا الذي أرهقته الحرب والأزمات وتناوبته المواجع».
وتأتي هذه التطوّرات مع صمود الهدنة لثلاثة أسابيع ودخولها الأسبوع الرابع، رغم استمرار الخروقات التي يرتكبها الحوثيون، لاسيّما في جنوب مأرب والحديدة، وعشية تشغيل أول رحلة تجارية من مطار صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمان، بعد توقف نحو ستة أعوام.
تبادل أسرى
في الأثناء، كشفت مصادر حكومية لـ «البيان»، عن وجود تقدّم كبير في ملف الأسرى والمعتقلين، متوقعة إتمام صفقة التبادل والتي تمثل أكبر صفقة تتم بين الطرفين منذ بداية الحرب، حيث يبلغ عدد المشمولين فيها أكثر من ألفي أسير، بينهم وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.
ووفق المصادر، فإنّ الجمود يقتصر حالياً على البند المتعلق بفتح الطرق إلى تعز المحاصرة منذ سبعة أعوام والطرق الأخرى التي تربط مناطق سيطرة الحكومة مع مناطق سيطرة الحوثيين، إذ لم يسلّم الحوثيون أسماء ممثليهم في الفريق كي يبدأ عمله، لاسيّما وأنّ الطرف الحكومي نفّذ ما عليه بموجب بنود الهدنة، خاصة السماح بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، رغم عدم التزام الحوثيين بتوريد عائداتها إلى الحساب الخاص برواتب الموظفين المدنيين المقطوعة منذ خمسة أعوام.