يضطر محسن النجدي اليمني المصاب بالسرطان إلى قطع مسافة تزيد على ثلاث ساعات بالسيارة عبر طرق جبلية ضيقة كي يحصل على العلاج الكيماوي الذي بالكاد يستطيع تحمله في مدينة تعز المعزولة إلى حد كبير عن بقية المناطق باليمن منذ سبع سنوات.

ومثل غيره من سكان تلك المحافظة الواقعة بجنوب غرب اليمن كان النجدي يمضي وقتاً أقل عندما كانت المسافة تستغرق أقل من ساعة من منزله الريفي إلى تعز قبل أن يقطع الحوثيون الطرق الرئيسة ويطوقون وسط المدينة

وقال النجدي (53 عاماً) المدرس المصاب بسرطان الدم «في بعض الأحيان‭‭‭ ‬‬‬تضيع عليّ المواعيد بسبب ثقب في الإطارات أو مشكلات أخرى على الطرق الوعرة... لأن العلاج متاح فقط حتى الساعة 2 بعد الظهر». وقال النجدي، الذي يعيش مع عائلة كبيرة تشمل زوجة وطفلين لابنه المتوفى، إنه اضطر لبيع ممتلكاته لأن راتبه الشهري البالغ 80 ألف ريال (نحو 79 دولاراً) لا يغطي تكاليف العلاج الشهرية التي تبلغ 140 ألف ريال. وقال «أردت أن أذهب إلى القاهرة لكن ليس لدي الوسائل... باب الله مفتوح دائماً لذا ربما يساعد فاعل خير».

ويأمل السكان في أن تؤدي المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة بين الأطراف المتحاربة في اليمن لإعادة فتح الطرق في تعز إلى السماح للناس في المدينة والمناطق المحيطة بالذهاب إلى العمل والمدارس وتسهيل تدفق المساعدات والسلع.

ويمثل الاتفاق خطوة مهمة لبناء الثقة لتعزيز هدنة تم تمديدها لشهرين آخرين أمس الخميس بين الحكومة والحوثيين.

ويبلغ عدد سكان محافظة تعز خمسة ملايين نسمة منهم 400 ألف نسمة في المدينة وهي ثالث أكبر مدينة في اليمن. ويسيطر الحوثيون على المناطق الصناعية بالمحافظة، بينما أدى إغلاق الطرق إلى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود وتعطيل الوصول إلى الخدمات الأساسية.

وقالت أنيسة اليوسفي، وهي من السكان المحليين، «إن ضروريات الحياة البشرية الطبيعية مفقودة في تعز سواء للتعليم أو الخدمات الصحية. كثيرون يموتون أثناء السفر على الطرق الجبلية». وقال محمد محروس، وهو من سكان تعز، إنه لم يتمكن من زيارة أقاربه منذ سبع سنوات.

وأضاف «إنه أمر محبط أن تعيش تحت حصار حتى داخل المدينة وكأنك في سجن».