تواصل الألغام الحوثية المزروعة في أنحاء متفرقة من اليمن، تهديد الآلاف من سكان البلاد في حقولهم وطرقاتهم ومنازلهم. ومع صمود الهدنة وانطلاق مسار الحوار الوطني لتحقيق السلام، أطلق يمنيون حملات للضغط الدولي على الحوثيين لتسليم خرائط الألغام التي زرعوها في المناطق كافة التي وصلوا إليها، حيث تمثل الألغام تحدياً كبيراً يواجه مسار السلام في اليمن.

ووفق تقديرات الفرق الهندسية فإن ست محافظات يمنية هي تعز، ابين، الحديده، عدن، لحج، ومأرب تعاني من انتشار حقول الألغام منذ عام 2014 حتى الآن وقُدر عدد الضحايا 20 ألف ضحية 98 % منهم من المدنيين. إلا أن آمال السلام التي تشكلت مع صمود الهدنة الأولى وتمديدها، أعطت مساحة إضافية من الآمال للسكان الذين تضرروا من حقول الألغام في أن تعطي الأطراف المعنية أهمية بالغة لتطهير التجمعات السكنية والمزارع من حقول الألغام حتى يتمكنوا من استئناف حياتهم.

تطهير

في إحدى الخيم بمنطقة الجهدانة في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع يجلس علي قاسم ويشاهد منزله من على بعد لكنه لا يستطيع العودة إليه، لأن الفرق الهندسية أبلغته أن منزله مزروع بالألغام في كل مكان، عندما كان المسلحون الحوثيون يسيطرون على هذه المنطقة قبل إخراجهم منها.

فيما تقول السلطات إنه وبعد انتهاء القتال فإن البلاد التي زرع فيها نحو مليوني لغم بحاجة إلى ثلاثة أعوام لتطهيرها من حقول الألغام. يقول قاسم إن الحوثيين زرعوا منزله ومنازل آخرين غيره بالقنابل والمتفجرات، ولهذا نزحوا إلى أحد المخيمات حيث انفجرت بعض تلك الألغام بأفراد عادوا إلى منازلهم، قبل أن تحذرهم الفرق الهندسية من ذلك وتطلب منهم البقاء في الخيام إلى حين استكمال تطهير القرية من الألغام.

3 أعوام

وفي تقرير قدمته اليونيسيف ذكرت فيه أن 8 أشخاص يقتلون يومياً بسبب الألغام فيما يقول المسؤولون في وزارة حقوق الإنسان اليمنية أن البلاد بحاجة إلى ثلاثة أعوام لتطهيرها من الألغام مع انتهاء القتال، لأن الحوثيين استخدموا الألغام الفردية وهي محرمة دولياً وذهب ضحيتها العديد من الأطفال والنساء والرجال.

ولعب المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام) الدور الأكبر في عودة الكثير من السكان إلى مزارعهم واستئناف حياتهم مجدداً، حيث يقول محمد عبدالله وهو من سكان الساحل الغربي إنه وبجهود فرق «مسام» استطاع الرجوع إلى قريته بعد أن أزيلت الألغام كما عادت المدارس وفتحت الأسواق من جديد.