بالتزامن ومواصلة مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن اتصالاته مع الأطراف اليمنية والدول الإقليمية المؤثرة في الشأن اليمني بهدف إقناع الحوثيين باستكمال تنفيذ ما عليهم من التزامات بموجب اتفاق الهدنة وبالذات فتح الطرق إلى مدينة تعز المحاصرة ومحافظات أخرى، استضافت وتستضيف عواصم أوروبية لقاءات مع قيادات سياسية وناشطين وممثلين لمنظمات المجتمع المدني بهدف مساندة تلك الجهود والدفع باتجاه تحويل الهدنة إلى اتفاق دائم للسلام.
مركز الدراسات التطبيقية من أجل الشرق الأوسط نظم ورشتين عمل حول اليمن نظمهما مع الشركاء خلال الأسبوعين الأخيرين، الأولى في الفترة من 31 مايو الماضي إلى الأول من يونيو الجاري، في برلين بعنوان «انتشار تكنولوجيا الضرب الدقيق ومستقبل الحرب في الشرق الأوسط:
التركيز على حرب اليمن»، وفي 12 الشهر الجاري قام المركز وبالتعاون مع منظمة فريدريش ايبرت الألمانية - بدعوة خبراء في «الشتات اليمني» إلى العاصمة الأردنية عمان إلى جانب نشطاء وأصحاب المصلحة، لمناقشة التحديات والفرص التي يواجهها المغتربون للمساهمة في بناء السلام في اليمن. حيث عقدت اجتماعات وتم مناقشة الأفكار عبر شبكات التواصل وجهاً لوجه مع مجموعة واسعة من الشخصيات ذات المعرفة بالأوضاع في اليمن.
تجارب ناجحة
ومنذ أيام نظمت منظمة «بيرغ هوف» الألمانية نقاشات يمنية في جنيف كرست لاستعراض تجارب ناجحة في البلدان التي شهدت صراعات ونماذج للحكم المحلي كامل الصلاحيات، في حين ترعى وزارة الخارجية السويدية اليوم في العاصمة استوكهولم انعقاد منتدى اليمن الذي يشارك فيه نحو 250 من ممثلي الأطراف السياسية في اليمن.
المنتدى الذي يشارك في تنظيمه أكاديمية «فولك برنادوت» - الوكالة الحكومية السويدية المعنية بالسلام والأمن والتنمية ومركز صنعاء للدراسات، سوف يستعرض من خلال رؤى مختلف الأطراف والجماعات رؤيتها لكيفية تحقيق السلام .
حيث ستشكل مخرجات كل تلك النقاشات أساساً لعمل الاتحاد الأوروبي وسنداً للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والوسطاء الإقليميون، حيث ينتظر أن يناقش المشاركون القضايا الجوهرية اللازمة لتحقيق السلام المستدام.
أزمات متكررة
إلى ذلك، ذكر تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية أن أكثر من 50 في المئة من اليمنيين لا يستطيعون الحصول على الغذاء الضروري لبقائهم على قيد الحياة.
بينما يتفاقم الفقر والجوع وسوء التغذية بسبب الأزمات المتكررة وظروف الحرب والصراع ووباء فيروس كورونا وتداعيات الحرب الأوكرانية، وانعكاساتها المباشرة وغير المباشرة على الوضع الغذائي والإنساني المتردي أصلاً في البلاد. وبين أن مصدر القلق الأكبر هو تزايد مستويات انعدام الأمن الغذائي في البلاد واحتمال انزلاق بعض الجيوب نحو المجاعة.