بشق الأنفس تمكن عبدالرقيب علي من إيصال جثة والده المتوفى في محافظة إب وهي المنطقة الخاضعة لسلطة الحوثيين، والتي نزحوا إليها جراء القصف الحوثي لتعز. وعبر الطريق الرئيسي الرابط بين المحافظتين وصل علي إلى خط (جولة الحوبان - الأقروض - مدينة تعز). يقول علي لـ«البيان»: «لك أن تتخيل أننا في سيارة تحمل جثة والدي المتوفى الذي أصر قبل وفاته بأن يدفع بجانب قبر والديه في تعز في طريق جبلية وعرة يبلغ طولها 92.5 كم، ويستغرق السير فيها من 4 إلى 5 ساعات بالسيارة».



ورغم أن بند فتح طرق رئيسية ومنافذ لتعز هو أحد بنود الهدنة بين الحكومة والحوثيين، والتي تم تمديدها، لكن عدم رغبة الحوثيين على التعاون لا يزال يشكل عقبة أمام الوصول لنتائج مقنعة لتحقيق السلام متسببة بإعاقة نقل البضائع والوقود والحد من حركة السكان المحليين.



من جهته، يوضح العقيد عبدالباسط البحر الناطق الرسمي لمحور تعز العسكري لـ«البيان» شارحاً خصائص الخطوط الرئيسية لتعز ومخاطر البديلة لها بالقول: «هناك الخط الشمالي الشرقي: (صنعاء – تعز وتفرعاته) وطول الجزء المقطوع حالياً 1,34 كم تقريباً، تقطعه السيارة بزمن لا يتجاوز دقيقة واحدة ويعتبر أوسع وأفضل خط في محافظة تعز على الإطلاق يسمح بمرور من: (3 – 4) عربات في الاتجاه الواحد. وهو خط ارتباط الرئيسي للمحافظة.. يربط تعز ببقية محافظات الجمهورية، ويتفرع منه خط واصل إلى المحافظات الجنوبية والشرقية، بالإضافة للخط الرئيسي للمحافظات الشمالية، كما يمثل خط ارتباط مركز المحافظة تعز مع الأرياف الشمالية والشمالية الشرقية، بل وحتى الشمالية الغربية لها يصل إلى المنطقة الصناعية لتعز (الحوبان)، وهو خط وحيد إلى الأسواق التجارية لمحافظة تعز ومنها: السوق المركزي للخضار والفاكهة والمركزي للأسماك وفيه يقع أكبر المستشفيات الخاصة، وأكبر وأكثر الفنادق بالمحافظة تتمركز فيه فرزات ومكاتب نقل الأشخاص والبضائع على جانبيه تنتشر الكثير من المؤسسات العامة والخاصة، وأفضل تخطيط عمراني بالمحافظة، وخدمات المسافرين ويصل إلى المطار الدولي لتعز وإب. وإزاء هذا الخط هناك طرق بديلة وخطيرة ولا تتوفر فيها أي معايير، كخط (جولة الحوبان -الأقروض– مدينة تعز) وهذا خط طوله 92,5 كم تقريباً ومتنوع الوعورة بين إسفلتي وترابي وجبلي، ويستغرق المرور به 4 إلى 5 ساعات بالسيارة. هناك أيضاً خط (جولة الحوبان – سامع– مدينة تعز)، ويمكن المرور فيه من ثلاث طرق في مديرية سامع متباينة المسافة، ولكنها كلها أطول من خط الأقروض السابق وهو أيضاً كالسابق تماماً من حيث الوعورة ومتنوع بين إسفلتي قليل وترابي وجبلي ويستغرق المرور به ست ساعات بالسيارة».



ويضيف البحر: «وهناك الخط الغربي (تعز – الساحل وتفرعاته) طول الجزء المقطوع حالياً من: (ركن مصانع بيت هائل بحذران إلى جولة الثلاثين مروراً بخط تعز المخا) 2,8 كم تقريباً وتقطعه السيارة في 3 دقائق يعتبر هذا الخط خط ارتباط رئيسياً يربط بين مدينة تعز وريفها الجبلي مع مديرياتها الغربية والموانئ على البحر الأحمر ومع محافظة الحديدة ومع الخط الساحلي الدولي يربط بين مدينة تعز والمنطقة الصناعية بحذران يتم عبره نقل احتياجات محافظة تعز والمحافظات الأخرى المجاورة لها سواء من الاستيراد الخارجي أو المنتجات الداخلية مثل بعض المنتجات الصناعية والزراعية والأسماك من وإلى المحافظة».



أما الخط الشرقي فيمثل الخط الرئيسي: (تعز – عدن). وهو يربط محافظة تعز بمحافظات الضالع ولحج وعدن ويبلغ طوله 175 كم وتقطعه السيارة في ساعتين تقريباً، ويتمتع هذا الخط بعدة مزايا منها أنه إسفلتي بالكامل ومتوفر على جانبيه الخدمات العامة والخاصة للمسافرين على مدار الساعة، وخط رئيسي لإمداد المحافظة بالمتطلبات الضرورية من المواد الغذائية أو الاحتياجات الأخرى يصدر منه عدد من منتجات محافظة تعز على المستوى الداخلي والخارجي. والخطوط البديلة له حالياً: خط تعز – التربة – هيجة العبد – عدن وطوله 185 كم تقريباً، وهو متباين الوعورة بين إسفلتي بحاجة إلى صيانة وترابي متدرج بين سهول وجبال ومجاري سيول، ومزدحم وكثير الانقطاع خاصة في هيجة العبد. وخطير كثير الحوادث، وتقطعه السيارة بأكثر من 6 ساعات يقع تحت سيطرة قوات الشرعية بالكامل. ويعد حالياً هذا الخط شريان المحافظة الوحيد (شريان حياة) لنقل متطلبات المحافظة كافة رغم كل عيوبه. إلى ذلك وبين لقاء وآخر ومؤتمر وآخر تظل قضية تعز وفتح منافذ لفك حصارها هي القضية المحورية.