تجددت الاشتباكات المسلحة بين الجيش اليمني ومسلحي الحوثيين، اليوم، عقب انتهاء الهدنة الإنسانية في البلاد، وفشل جهود الأمم المتحدة في التوصل لتمديدها بسبب حزمة مطالب تعجيزية لميليشيا الحوثي تهدد بمفاقمة الأزمة المعيشية والغذائية لملايين اليمنيين.
وقال مصدر عسكري في الجيش اليمني «إن اشتباكات اندلعت في الجبهتين الغربية والجنوبية بمحافظة مأرب، بعد أن شن الحوثيون هجمات على مواقع الجيش». وأكد المصدر تصدي قوات الجيش لتلك الهجمات، دون الإشارة إلى سقوط خسائر بشرية. وفي محافظة الضالع اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين خلفت قتلى وجرحى في صفوف ميليشيا الحوثي. وفي محافظة تعز شنت ميليشيا الحوثي هجمات على مواقع الجيش منذ الساعات الأولى لانقضاء الهدنة.
ويواجه مبعوث الأمم المتحدة لليمن صعوبات في إحياء الهدنة التي استمرت ستة شهور بسبب المطالب الحوثية الذين طالبوا - وفق مصادر حكومية لـ«البيان» - بضمانات بأن تستمر الحكومة بصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الميليشيا حتى وإن انهارت الهدنة وتجدد القتال، كما طالبوا بدفع رواتب متقاعدي وزارة الدفاع والداخلية والمخابرات مع أنهم استولوا على أموال صناديق التقاعد العسكري بالكامل ويرفضون الكشف عن مصير تلك الأموال بعد أن أوقفوا صرف المرتبات منذ ستة أعوام.
وتعهّد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مواصلة «الجهود الحثيثة للانخراط مع الأطراف بُغية التوصل وعلى وجه السرعة إلى اتفاق لإعادة ترسيخ الهدنة» التي خفّضت وتيرة العنف بشكل كبير منذ بدايتها في أبريل الماضي. وفي بيانه، قال غروندبرغ إنه «يأسف» لعدم التوصل إلى اتفاق، متحدّثاً عن «استمرار المفاوضات». ودعا أطراف الحرب إلى «الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف».
ويتهدّد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة، على المساعدات للاستمرار.
وترى الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط إليزابيث كيندال في تصريح لوكالة فرانس برس أن مطالب الحوثيين «غير واقعية في هذه المرحلة المبكرة»، معتبرة أنهم يطالبون بما يعدّ «تنازلات سيكون من الصعب للغاية تقديمها في غياب أي محادثات سلام منظمة». وبحسب كيندال، فإنّ «الانطباع الموجود هو أن الحوثيين غير مهتمين حقاً بمواصلة الهدنة».