كشفت منظمة الهجرة الدولية، اعتزام ثلاثة من كل أربعة أشخاص نازحين في 23 موقعاً للنزوح في محافظة مأرب، عدم العودة إلى ديارهم في مناطق سيطرة الحوثيين.
ووفق نتائج استطلاع نشرتها المنظمة، فإنه، وعلى الرغم من الاستقرار النسبي الذي تحقق خلال الهدنة التي دامت ستة أشهر، إلا أن هناك عدداً قليلاً من الأسر التي تنوي مغادرة المناطق التي استقرت فيها بعد النزوح، لأسباب مرتبطة بالمخاوف من انعدام الأمن، وفرص كسب الدخل، وذلك بالنسبة لـ79 في المئة ممن شملهم الاستطلاع من النازحين، فيما أعرب 3 في المئة فقط من النازحين، رغبتهم في العودة، و18 في المئة مترددون في العودة من عدمها.
وشهد اليمن انخفاضاً في معدلات النزوح، بلغ 76 في المئة خلال الأشهر الستة، منذ بدء سريان الهدنة في أوائل أبريل، مقارنة بالأشهر الستة السابقة لها، فيما قلت أعداد الضحايا المدنيين ممن قتلوا أو أصيبوا جراء الاقتتال، بنسبة 54 في المئة، وفق ديفيد جريسلي، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن.
وقال القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، مات هوبر: «جلبت الهدنة في اليمن فترة هدوء، ومع ذلك، فإننا قلقون للغاية، إزاء شدة الاحتياجات في المجتمعات التي ما زالت متأثرة من الصراع الممتد لأكثر من سبع سنوات، نناشد المانحين لتجديد التزاماتهم في العام المقبل، لدعم أعمالنا المنقذة للحياة، الأزمة في اليمن لم تنقضِ بعد، ولا يزال الناس يعانون من عواقبها التي لا يمكن تصورها، وليس الوقت الآن مناسباً لأن ندير ظهورنا»، مشيراً إلى مضي سنوات على وجود العديد من مواقع النزوح في مأرب، واعتماد سكان هذه المواقع على المنظمات الإنسانية، مثل المنظمة الدولية للهجرة، لتلبية احتياجاتهم الطارئة وطويلة الأمد، ولتحسين سلامتهم وحفظ كرامتهم.
وباعتبارها وكالة الأمم المتحدة ذات الوجود الأكبر في مأرب، لا تقدم المنظمة الدولية للهجرة، الرعاية الصحة الأساسية، والإغاثة الإنسانية فقط، بل تنفذ أيضاً أنشطة التنمية وبناء السلام، التي تلبي الاحتياجات طويلة المدى للمجتمعات المتأثرة من النزوح المستطيل.
وشَكَّل نقص التمويل تهديداً لتدخلات المنظمة الدولية للهجرة، إذ لم يحصل نداء الاستجابة الإنسانية للمنظمة الدولية للهجرة في عام 2022، وحتى منتصف نوفمبر الجاري، إلا على 53 في المئة فقط من التمويل المطلوب.