وصل وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، إلى القاهرة، أمس، في زيارة إلى مصر، هي الأولى له منذ تعيينه، والأولى لمسؤول سوري على هذا المستوى منذ عام 2011.

وكان كبار مسؤولي إدارة المراسم وأعضاء السفارة السورية بالقاهرة، في استقبال الوفد الزائر بصالة كبار الزوّار في مطار القاهرة.

إلى ذلك، استقبل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، نظيره السوري في مقر وزارة الخارجية المصرية، لبحث دعم التعاون الثنائي بين البلدين، والتطورات الأخيرة على مستوى المنطقة.

فيما نشرت «الخارجية المصرية» صوراً لشكري وهو يرحّب بالمقداد بحرارة، في مقر الوزارة، وكذلك خلال اجتماع مغلق لهما قبل إجراء مناقشات أوسع.

مباحثات

وقال المتحدث الرسمي باسم «الخارجية المصرية»، أحمد أبوزيد، إن محادثات الوزيرين «تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وسُبل دفعها وتعزيزها (...)، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وصرح المتحدث، في بيان صحافي، إن الزيارة شهدت عقد لقاء ثنائي مغلق بين وزيري خارجية البلدين، أعقبه جلسة محادثات موسعة، شملت الوفدين المصري والسوري، تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وسُبل دفعها وتعزيزها، بما يعود بالنفع والمصلحة على الشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد أبوزيد أنه «في ضوء ما يربط البلدين من صلات أخوة وروابط تاريخية، وما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف الأشقاء، في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، تناولت المباحثات سُبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه»، فضلاً عن دعم مصر «جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية».

فيما جدّد شكري، وفق المتحدث باسم «الخارجية المصرية»، تأكيد «مساندة مصر لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا». وأوضح المتحدث أن الوزيرين اتفقا على «تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال المرحلة المقبلة».

عودة سوريا

في الأثناء، قال مصدر أمني مصري، طلب عدم ذكر اسمه، إن الزيارة تهدف إلى إرساء خطوات لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، عبر وساطة مصرية وسعودية، لا سيما في ضوء الرسائل التي بعثتها في الآونة الأخيرة قوى إقليمية مهمة، مثل: الإمارات والسعودية، تنم عن انفتاح أكبر تجاه دمشق.

وأبقت مصر سفارتها مفتوحة في دمشق طيلة سنوات الأزمة السورية، لكنها خفّضت مستوى التمثيل الدبلوماسي، وعدد أفراد بعثتها هناك.

وكان سامح شكري زار سوريا في فبراير الماضي، بعد أيام من الزلزال الذي أودى بعشرات الآلاف في سوريا وتركيا، نقل خلالها شكري إلى الرئيس السوري بشّار الأسد، رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد فيها تضامن مصر مع سوريا، واعتزازه بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وحرص القاهرة على تعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير التعاون المشترك.

فيما أعقب تلك الزيارة، اتصال أجراه الرئيس المصري بنظيره السوري، إثر الزلزال، كان الأول بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة في مصر عام 2014.