مع انقضاء عام على نقل السلطة في اليمن وتشكيل المجلس الرئاسي، تقف البلاد اليوم على مشارف السلام، حيث إن ما شهده اليمن من انفراجات مهمة كان مرتبطاً بالنهج الذي اختطه المجلس الرئاسي، وسعيه لإرغام الميليشيا على مغادرة موقع الرفض لدعوات السلام والانخراط في محادثات أدت إلى وقف القتال وإعادة تشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء وانسياب واردات الغاز عبر ميناء الحديدة، ثم تم تجديد هذه الهدنة ثلاث مرات.

ورغم العراقيل التي وضعتها ميليشيا الحوثي أمام تجديد الهدنة ، فان الجهود التي بذلت إقليميا ودولياً، والالتزام الواضح من المجلس الرئاسي بنهج السلام حافظ على استمرار التهدئة حتى يومنا هذا دون إبرام اتفاق جديد، وهي الخطوة التي تمهد حاليا لإبرام اتفاق أشمل وأوسع ينتظر اليمنيون أن يتم الاعلان عنه خلال ما تبقى من شهر رمضان المبارك، وسيكون مدخلا لإتفاق شامل لوقف الحرب.

وفي حين توجه أعضاء مجلس الرئاسة الى العاصمة السعودية الرياض لاجراء مزيد من المباحثات مع قيادة تحالف دعم الشرعية، فإن الشارع اليمني يترقب باهتمام بالغ، الإعلان خلال ايام عن الصيغة الجديدة لاتفاق الهدنة مع ميليشيا الحوثي، وزاد من مساحة هذه الامال تراجع مستوى الخروقات والتصعيد الذي بدأته الميليشيا في جنوب مأرب وشرق شبوة وغرب تعز، وتخفيف حدة الخطاب الإعلامي وزيادة في الأصوات الداعمة للسلام.

التزام دولي

المجتمع الدولي بدوره اكد التزامه القوي بدعم جهود السلام.وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن تطلعه إلى إنهاء الحرب في اليمن بـ«شكل دائم». وأشار إلى أن «عاماً واحداً أنقذ أرواحاً لا حصر لها من اليمنيين، ومكن من تدفق المساعدات الإنسانية المتزايدة في جميع أنحاء البلاد، وسمح لليمنيين بالسفر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ووضع الأسس لسلام شامل».

وقال بايدن في بيان نشره موقع السفارة الأمريكية باليمن، بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق الهدنة في اليمن، إن «مرور عام على الهدنة يمثل علامة بارزة في حرب اليمن». وأضاف: «أتطلع إلى مواصلة العمل مع جميع شركائنا في المنطقة لإنهاء الحرب في اليمن بشكل دائم». وأردف: «كان الحفاظ على هذه الهدنة وتعزيز التقدم نحو السلام محور التركيز الرئيسي لحكومتي مع شركائنا في الشرق الأوسط».

أثر إيجابي

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن في بيان أول من أمس «قدمت الهدنة إحساساً نادراً بالأمل، وكان لها أثر إيجابي جداً على حياة كثير من اليمنيين، مع انخفاض كبير في الإصابات بين المدنيين والرحلات المنتظمة من مطار صنعاء وشحنات الوقود عبر موانئ الحديدة (غرباً)». من جهتها دعت بريطانيا في بيان لسفارتها في اليمن إلى تجنب العودة للحرب، ورحبت «بالتحسينات الملحوظة التي ساعدت في تحقيقها في اليمن، فيما حثت جماعة الحوثيين على أن يظهروا التزامهم بالسلام.

إحلال السلام

في حين حملت السفارة الفرنسية في اليمن الحوثيين المسؤولة عن تعثر تجديد الهدنة حتى الآن وقالت إن اليمنيين مرهقين من الحرب. وأنه حان الوقت لإحلال السلام في هذا البلد، وأكدت أن الهدنة أتاحت إمكانية التخفيف من معاناة الشعب اليمني. وشددت على وجوب تجديدها والحفاظ عليها.