فجع اليمنيون بحادثة مقتل 85 شخصاً على الأقل أثناء تدافع الآلاف للحصول على مساعدات يوزعها تجار في العاصمة صنعاء، في أحد أكبر حوادث التدافع في العالم في السنوات العشر الأخيرة.
وذكر مدير مكتب الصحة في صنعاء أن الحصيلة غير النهائية لحادثة التدافع وصلت إلى 85 شخصاً بعدما حاول الضحايا الحصول على مبلغ خمسة آلالف ريال - عشرة دولارات أمريكية - كان تجار يوزعونها في إحدى المدارس العامة في الحي القديم من المدينة. وقال إن 50 من بين عشرات المصابين في حالة صحية حرجة وبحاجة إلى تدخل جراحي.
حالة ذعر
فيما ذكرت مصادر محلية لـ«البيان» أن الآلاف من الفقراء والذين تكتظ بهم العاصمة اليمنية تجمعوا في مدرسة معين الواقعة بالقرب من منطقة باب اليمن في الجزء القديم من صنعاء، وأنه وبسبب الزحام الشديد للحصول على الصدقات التي يوزعها تجار، تدافع المئات نحو مولد الكهرباء ما أدى إلى حدوث تماس كهربائي قتل بسببه بعض المتدافعين، إلا أن الحادثة سببت حالة من الذعر في أوساط ذلك الحشد، ولهذا تدافعوا هرباً فسقط العشرات قتل منهم على الفور عشرة أشخاص.
إغلاق المدرسة
ووفق هذه المصادر تم إغلاق المدرسة ونقل الضحايا إلى مختلف مستشفيات العاصمة وتوقعت المصادر ارتفاع عدد القتلى إلى مائة شخص.
هذه الفاجعة أتت متزامنة وتأكيد البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن لا يزال أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم. حيث يحتاج 21.6 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية خلال العام الجاري، إذ يكافح 80 في المائة من سكان البلاد للحصول على الغذاء ومياه الشرب الآمنة والخدمات الصحية الكافية.
وفي تقرير حديث عن الوضع الإنساني في اليمن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري ذكر البرنامج أن النساء والفتيات يتحملن وطأة الأزمة. حيث يقدر أن 80 في المائة من 4.5 ملايين نازح في البلاد هم من النساء والأطفال. وما يقرب من 26 في المائة من الأسر المعيشية المشردة ترأسها نساء. ونبه إلى أنه ومن دون الحصول على الأدوية المنقذة للحياة، فإن حوالي مليون امرأة من المتوقع أن يلدن في هذا العام معرضات للخطر بشكل خاص.