عاشت العاصمة السودانية الخرطوم بمدنها الثلاث أمس، مواجهات هي الأعنف في منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ دارت معارك ضارية حول عدد من المواقع العسكرية المهمة لا سيما في المنطقة المتاخمة لسلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، واستمرت طوال ساعات النهار. وسمع دوي انفجارات في مناطق متفرقة، في كل من الخرطوم بحري وأم درمان.
وقال شهود لـ «البيان» إن الاشتباكات استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وإن الطيران الحربي شن غارات استهدفت تمركزات لـ«الدعم السريع» بجنوب الخرطوم لا سيما منطقة المدينة الرياضية شرقها، وقصف الطيران الحربي مواقع بحي الرياض، كما نفذ هجمات جوية على تجمعات لـ«الدعم السريع» بمنطقة الفتيحاب أم درمان بالقرب من سلاح المهندسين، كما تم تبادل للقصف المدفعي بين الجيش و«الدعم السريع» في الخرطوم بحري.
وشنت قوات الدعم السريع هجوماً عبر محاور عدة على سلاح المدرعات السلاح الاستراتيجي المهم بالنسبة للجيش، ولكن تصدت قوات الجيش للهجوم، مع وقوع خسائر بشرية من الجانبين.
وعلى الجانب الإنساني فاقم استمرار المعارك معاناة المدنيين الذين ما زالوا متواجدين في الخرطوم، في ظل انعدام الأدوية وتوقف غالبية المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة، بجانب نفاد السلع الضرورية للحياة، مع قطاعات في خدمات المياه والكهرباء، ويعيش مئات السودانيين بأحياء أم درمان القديمة أوضاعاً مأساوية، إذ شهدت تلك الأحياء معارك شرسة، فقدوا فيها عشرات القتلى، كما تعيش أحياء السرة واللاماب والصحافة والنزهة المتاخمة لجنوب المدرعات الأوضاع الحرجة ذاتها، مع تعثر وصول المساعدات الإنسانية لهم.