قبل أن تهدأ الضجة التي أثارتها تصريحات وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، التي لوّح فيها إلى خيار ضرب قنبلة نووية على قطاع غزة، خرج وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بدعوة لتهجير الفلسطينيين إلى دول العالم، وإنشاء مناطق عازلة في الضفة الغربية، لا يدخلها العرب. واعتبرت «الخارجية الفلسطينية» التصريحات «استعمارية، وعنصرية، تكشف نوايا الاحتلال في ضم الضفة».
وعدّت دعوة سموتريتش لإنشاء مناطق عازلة في محيط مستوطنات الضفة، ذرائع واهية، تهدف إلى سرقة المزيد من أراضي الفلسطينيين، وضمها للمستعمرات، والبؤر العشوائية القائمة، وتعميق وتوسيع الاستيطان في أرض دولة فلسطين.
وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس، أن تصريحات سموتريتش، بشأن تهجير الفلسطينيين خارج غزة «غير مسؤولة، وتخالف القانون الدولي، ومرفوضة جملةً وتفصيلاً».
وقال شكري، إنه «لوحظ على مدار الفترة الماضية سيولة في التصريحات غير المسؤولة المنسوبة لمسؤولين بالحكومة الإسرائيلية، التي تخالف في مجملها قواعد وأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».
واستهجن شكري الحديث عن عملية النزوح، وكأنها تحدث بشكل طوعي! ونوّه إلى أن «نزوح المواطنين في غزة، نتاج الاستهداف العسكري المتعمد للمدنيين، وعمليات حصار، وتجويع، مقصودة، تستهدف خلق الظروف التي تؤدي إلى ترك المواطنين منازلهم ومناطق إقامتهم.
وأكد شكري «موقف مصر الرافض بشكل قاطع لسياسات التهجير القسري للفلسطينيين، أو تعمد حجب المساعدات الإنسانية والخدمات الضرورية بما يخلق أوضاعاً غير محتملة على كاهل المدنيين، أو السماح بتصفية القضية الفلسطينية».
وطالب أمين عام مجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، الأمم المتحدة، القيام بمهامها، وإجبار إسرائيل على احترام القرارات الأممية، فيما أكدت السعودية أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ومحيطها، وإيقاف عمليات التهجير القسري للفلسطينيين من غزة.
وأكد البديوي، خلال لقائه بالرياض، تور وينسلاند، ممثل الأمين العام الأمم المتحدة والمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، «ضرورة قيام الأمم المتحدة بمهامها في إنهاء الأزمة بغزة وإجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي على احترام القرارات الأممية، والوقف الفوري لإطلاق النار، قبل حدوث كارثة إنسانية في قطاع غزة».
وأشار البديوي إلى أهمية تفعيل جهود الأمم المتحدة بحشد المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد المدنيين الأبرياء في غزة.
وتطرق الأمين العام إلى الموقف الثابت لدول الخليج من الأزمة، والذي يتمثل في ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وإنهاء الحصار، وضمان توفير وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية.
إلى ذلك، أكد الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، أهمية وقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة ومحيطها، وإيقاف عمليات التهجير القسري للفلسطينيين من غزة.
وفي اتصال هاتفي تلقاه، من يان ليبافسكي، وزير خارجية التشيك، شدد بن فرحان، على ضرورة تأمين الممرات الإنسانية لإدخال المساعدات الإغاثية العاجلة.
هدنة إنسانية
وفي لندن، قال آندرو ميتشل، وزير التنمية البريطاني، إن الأمر سيتطلب فترات توقف إنسانية (هدنة) أطول تغطي مناطق أوسع في القتال في غزة من أجل توصيل المساعدات.
وقال ميتشل لنواب البرلمان: «ستكون هناك حاجة إلى فترات توقف أطول تشمل مناطق أوسع. نناقش مع الأمم المتحدة والشركاء الآخرين أفضل السبل لتحقيق ذلك».