يواصل الوسطاء الإقليميون والدوليون المفاوضات حول الهدنة في غزة رغم استئناف القتال بالقطاع، وسط تنديد لعدم تمديد الهدنة.
وأكد البيت الأبيض، أمس، أن الولايات المتحدة تواصل العمل لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، مع استئناف الأعمال العسكرية مرة أخرى في القطاع.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي «نواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر على الجهود لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة»، والرئيس جو بايدن سيظل منخرطاً في الجهود المبذولة لتحرير الأسرى وتمديد فترة الهدنة في غزة، لافتاً إلى أن «فشل حماس في تقديم قائمة بالأسرى هو السبب في عدم تمديد الهدنة في غزة».
وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان أمس «أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة بهدف العودة إلى حالة الهدنة»، داعية «الأسرة الدولية إلى سرعة التحرك لوقف القتال، بعد ما استأنف الجانبان العمليات العسكرية».
وأشارت تقارير إعلامية متعددة إلى أنه على الرغم من استئناف الأعمال العسكرية، إلا أن المحادثات لا تزال جارية لإحياء الهدنة وإطلاق سراح المزيد من المحتجزين والأسرى.
وقال مصدر لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم كشف اسمه، إن «المفاوضات مع الوسيطين القطري والمصري تتواصل»، بعد ليلة من المحادثات المكثفة لم تنجح في تمديد الهدنة الإنسانية التي كانت سارية.
وتواترت ردود الفعل تنديداً بعدم تمديد الهدنة المؤقتة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل وحركة «حماس»، ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس انتهاء الهدنة بأنه «أمر كارثي» وحث جميع الأطراف على ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار.
وحث تورك في بيان «جميع الأطراف والدول التي لها تأثير على مضاعفة الجهود، على الفور، لضمان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وحقوق الإنسان».
من جهتها، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة، واصفة التقاعس عن ذلك بأنه «موافقة على قتل الأطفال».
وقال جيمس إلدر المتحدث باسم يونيسف للصحفيين عبر الفيديو من غزة «يجب تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار». وأضاف أن «التقاعس في جوهره موافقة على قتل الأطفال».
وأعرب أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن أسفه لاستئناف القتال في قطاع غزة.
ونشر غوتيريش على منصة «X» أنه يأسف وبشدة لعودة العمليات العسكرية في قطاع غزة. وأضاف أن الانخراط في الأعمال القتالية يبرز أهمية التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
وأضاف «يظل الأمل حاضراً في إمكانية تجديد الهدنة الإنسانية، التي اتُّفق عليها سابقاً واستمرت لأيام عدة».
من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن بلادها ستبذل ما في وسعها من أجل تمديد هدنة غزة.
جاء ذلك في بيان لوزيرة الخارجية الألمانية، أمس، بخصوص التطورات في الشرق الأوسط.
وقالت بيربوك: «في هذه الدقائق، علينا عمل ما بوسعنا لاستمرار الهدنة، من أجل الرهائن الموجودين في الأنفاق منذ أسابيع، ومن أجل الذين يعانون وهم بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية بغزة».
واستدركت: «في حال لم تتم مكافحة الإرهاب، فإن إسرائيل لن تنعم بالسلام، وفي الوقت نفسه أمن إسرائيل لا يتحقق إلا عندما يكون لدى الفلسطينيين أمل بالمستقبل».
وانتهى اتفاق الهدنة بعد أسبوع وتمديدات متعددة، رغم الضغوط الدولية من أجل الحفاظ على الهدنة لأطول فترة ممكنة.