ذكرت مصادر يمنية أن قصفاً استهدف موقعاً للحوثيين، أمس، في مديرية اللحية شمالي الحديدة المطلة على البحر الأحمر غربي البلاد، لكن مسؤولاً عسكرياً أمريكياً أكد أن بلاده وحلفاءها لم ينفذوا أي ضربة، في حين حذرت بريطانيا، من أنها مستعدة للتحرك مجدداً ضد الحوثيين إذا واصلوا هجماتهم على السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر، بينما رفضت الصين استخدام القوة العسكرية ضد اليمن.

وذكرت تقارير إعلامية يمنية أن مديرية اللحية الساحلية بمحافظة الحديدة تعرضت أمس، لقصف أمريكي بريطاني. وأفادت التقارير بأن قصفاً أمريكياً بريطانياً استهدف جبل جدع بمديرية اللحية. لكن مسؤولاً عسكرياً أمريكياً أكد لوكالة فرانس برس أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم ينفذوا أي ضربة أمس على ميناء الحديدة في غرب اليمن. وقال المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته «لم تنفذ أي ضربة أمريكية أو للتحالف».

وخلافاً للآمال التي تشكلت لدى ملايين اليمنيين بانتهاء الحرب مع إعلان مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبورغ التوافق على خريطة طريق للسلام، أظهرت تصرفات الحوثيين خلال الأيام الثلاثة الماضية أن الجماعة تتجه نحو التصعيد في البحر الأحمر بدلاً عن التهدئة.

إضعاف القدرات

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن الضربات التي شنت ضد الحوثيين أدت إلى خفض قدراتهم الهجومية بما لا يزيد على 30 %، حيث استهدفت الضربات مواقع لتخزين وإطلاق الصواريخ وطائرات مسيّرة. وأشارت إلى أن معظم أسلحة الحوثيين «تعتمد على منصات متحركة ويمكن نقلها أو إخفاؤها بسهولة»، كما أكدت أن وكالات الاستخبارات الغربية واجهت صعوبات في العثور على الأهداف، حيث لم تخصص في السنوات الأخيرة موارد كبيرة لتحديد مواقع مراكز القيادة، ومواقع تخزين وإنتاج الطائرات المسيرة وذخائر الحوثيين.

تحذير بريطاني

إلى ذلك، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، من أن المملكة المتحدة مستعدة للتحرك مجدداً ضد المتمردين الحوثيين إذا واصلوا هجماتهم على السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر. وفي مقال نشرته صحيفة «صنداي تلغراف»، كتب كاميرون: «لقد وجهنا رسالة لا لبس فيها مفادها أن تصرفات الحوثيين مرفوضة، ونحن مصممون على وضع حد لها، سندافع دائماً عن حرية الملاحة. وقبل كل شيء، سنكون مستعدين لتنفيذ أقوالنا». وأكد وزير الخارجية أن «إبقاء الممرات البحرية مفتوحة هو مصلحة وطنية حيوية».

وفي وقت سابق، نفى كاميرون أن تؤدي ضربات القوات الجوية الملكية في اليمن إلى تصعيد الصورة في الشرق الأوسط، محذراً من أن العالم يواجه فترة خطر شديد. وأفادت وكالة أنباء «بي إيه ميديا» البريطانية بأن كاميرون أصر على أن الحوثيين هم الذين اتخذوا خطوات لتصعيد الصراع في المنطقة، من خلال هجماتهم على سفن الشحن التي تمر عبر البحر الأحمر.

رفض صيني

من جهته، أكد وزير خارجية الصين وانغ يي، أمس، رفض استخدام القوة العسكرية ضد اليمن، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لم يفوض أية دولة لشن ضربات في اليمن. ونقلت قناة «القاهرة» الإخبارية عن الوزير يي قوله، في مؤتمر صحافي بالقاهرة مع نظيره المصري سامح شكري، إن بلاده تولي اهتماماً لما يجري في البحر الأحمر، داعياً لـ«وقف الاعتداء على السفن والتصعيد الذي يحدث في البحر الأحمر الذي يهدد النظام الدولي».