طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خطة «لمرحلة ما بعد الحرب» تنص على احتفاظ إسرائيل بـ«السيطرة الأمنية» في قطاع غزة على أن يتولى شؤونه المدنية «مسؤولون محليون» بعد تفكيك حركة حماس، وهي خطة رفضتها السلطة الفلسطينية على الفور.
وتنص الوثيقة التي عرضها نتانياهو على مجلس الوزراء الأمني مساء أمس الخميس، على تفكيك حركتي حماس والجهاد الإسلامي وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.
كما تنص على أن تتولى القوات الإسرائيلية الإشراف الأمني «على كامل منطقة غرب الأردن براً وبحراً وجواً»، و«الاحتفاظ بحرية غير محددة زمنياً للعمل في جميع أنحاء القطاع من أجل منع عودة النشاط المسلح»، وسيتم إنشاء «منطقة فاصلة في الجانب الفلسطيني من الحدود».
على الحدود الاستراتيجية بين مصر وجنوب غزة» سيستمرّ الإغلاق، بالتعاون مع مصر وبمساعدة الولايات المتحدة لتجنّب إعادة تسليح الفصائل الفلسطينية هناك«، وفق خطة نتانياهو التي تنص كذلك نتانياهو إلى تفكيك وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وردت السلطة الفلسطينية على المقترح، على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الذي اعتبر أن ما يطرحه نتانياهو من خطط «الهدف منها استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية»، فيما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن خطة نتانياهو «مجرد أضغاث أحلام، وأهداف متخيلة من الصعب تحقيقها».
كسر الجمود
ويأتي الإعلان عن الخطة في وقت تتكثّف المحادثات خلف الكواليس. ووصل وفد إسرائيلي بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى باريس أمس «على أمل كسر الجمود» في المحادثات الرامية إلى هدنة جديدة، وفق ما ذكر مسؤول إسرائيلي.
قال مسؤول من حركة حماس أمس إن الحركة اختتمت محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة، مضيفاً أنها تنتظر الآن لترى ما سيعود به الوسطاء من محادثات مطلع الأسبوع مع إسرائيل، فيما يبدو أنها ستكون المحاولة الأكثر جدية منذ أسابيع لوقف القتال.
وقال المسؤول إن الحركة لم تقدم أي اقتراح جديد في المحادثات مع المصريين، لكنها تنتظر لترى ما سيعود به الوسطاء من محادثاتهم المقبلة مع الإسرائيليين. وأضاف: «لا لم نقدم ورقة أخرى، فقط ناقشناهم (المصريين) في ورقتنا وننتظر عودتهم من باريس».
وقال مسؤولان فلسطينيان مطلعان على المفاوضات إن حماس لم تغير موقفها في أحدث مسعى للتوصل إلى اتفاق، وما زالت تطالب بهدنة تنتهي بانسحاب إسرائيلي.
وكثف الوسطاء جهودهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، على أمل درء هجوم إسرائيلي على مدينة رفح في غزة، حيث يعيش أكثر من مليون نازح على الطرف الجنوبي من القطاع.
وتقول إسرائيل إنها ستهاجم المدينة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق هدنة قريباً.
استمرار القصف
في الأثناء يستمر القصف على مناطق عديدة في قطاع غزة. وقال سكان ومسؤولو صحة إن طائرات ودبابات إسرائيلية قصفت مناطق في أنحاء من القطاع ليلاً. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 104 أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 160 آخرون في القصف الإسرائيلي في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان أمس، إن 29514 فلسطينياً على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 69616 شخصاً آخرين منذ 7 أكتوبر.