توعدت أمريكا بمحاسبة الحوثيين، بعد مقتل ثلاثة من طاقم سفينة استهدفوها في خليج عدن، في أول ضربة للحوثيين تسفر عن سقوط ضحايا منذ بدء هجماتهم البحرية في البحر الأحمر، فيما شنّت ضربات ضد طائرتين بدون طيار في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن«معتبرةً أنهما كانتا تشكلان» تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان نشرته أمس إنه «تم إطلاق صاروخ باليستي مضاد للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه سفينة أم/في ترو كونفيدينس، وهي ناقلة بضائع مملوكة لليبيريا وترفع علم باربادوس، أثناء عبورها لخليج عدن». وأضافت «أصاب الصاروخ السفينة، وأبلغ الطاقم المتعدد الجنسيات عن مقتل ثلاثة أشخاص، وأربع إصابات على الأقل، ثلاثة منهم في حالة حرجة، كما لحقت أضرار جسيمة بالسفينة».

في مانيلا، أكدت وزارة العمالة المهاجرة أن فيليبينيين هما بين القتلى الثلاثة، مشيرة إلى إصابة اثنين آخرين على الأقل بجروح خطرة.

وأكدت واشنطن في أعقاب الضربة الأخيرة، أنها ستواصل استهداف الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال اليمن أبرزها صنعاء.

وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر لصحافيين «سنواصل محاسبتهم. ندعو الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته». وأضاف أن هجمات الحوثيين على السفن «لم تعطّل التجارة الدولية فحسب، ولم تؤد إلى اضطراب حرية الملاحة في مياه دولية فحسب، ولم تعرّض البحارة إلى الخطر فحسب، بل قتلت الآن عدداً منهم».

إجلاء

وأعلنت البحرية الهندية على حسابها على منصة «إكس» أمس أن سفينة حربية تابعة لها أنقذت أفراد الطاقم المؤلف من 21 فرداً بينهم هندي واحد وأجلتهم إلى جيبوتي المجاورة، ونشرت مشاهد من عملية الإنقاذ. وأوضح أحد عناصر الفريق الهندي في الفيديو أنه تمّ إجلاء ثمانية أشخاص على متن مروحية بينما أُجلي الآخرون بمن فيهم المصابون بجروح خطيرة، عبر قوارب نجاة، ثمّ نُقلوا إلى مستشفيات في جيبوتي.

وأعلن الحوثيون مسؤوليّتهم عن هجوم الأربعاء مؤكدين أن السفينة أمريكية.

ضربات

وفي بيان منفصل، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» فجر أمس أنها شنّت ضربات ضد طائرتين بدون طيار في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن«معتبرةً أنهما كانتا تشكلان»تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة«.

وتأتي التطورّات الأخيرة بعد غرق سفينة»،روبيمار، التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية، السبت، وعلى متنها 22 ألف طنّ من سماد فوسفات الأمونيوم الكبريتي، ما يهدد بالتسبب بكارثة بيئية في البحر الأحمر واليمن، بحسب خبراء.

وتسربت المياه إلى السفينة على مدى 12 يوماً منذ أن أدى هجوم صاروخي نفذه الحوثيون في فبراير إلى تضرر هيكلها وإجلاء طاقمها إلى جيبوتي.

وتؤثر هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12 % من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لأسبوع أقلّه.