أكد معالي يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة، والسفير فوق العادة مفوض معالي لانا زكي نسيبة، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أن المتطرفين وداعميهم يهاجمون رؤية جديدة لمستقبل سلمي للشرق الأوسط. وكتب معاليهما في مقال مشترك بعنوان: «افرضوا عقوبات صارمة ودبلوماسية حازمة لعزل الحوثيين في اليمن» بصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن الحوثيين أطلقوا وابلاً جديداً من الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيرة المسلحة، على مواقع مدنية في دولة الإمارات، وفي ثالث هجوم لهم خلال الأسابيع الأخيرة، مشيريْن إلى أن الدفاعات الجوية لدولة الإمارات والولايات المتحدة، أسقطت معظمها، فيما تمكن البعض من المرور في وقت سابق من يناير، لتسقط بمحيط مطار أبوظبي الدولي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مقيمين هنود وباكستانيين أبرياء، لافتين إلى أن الإدانة الدولية الواسعة للهجوم تعكس الإجماع العالمي على أن تجاهل الحوثيين للخسائر المدنية واستهداف البنى التحتية المدنية هو تهديد للسلام والأمن الجماعي.
وأضاف العتيبة ونسيبة، أن دولة الإمارات مثل الولايات المتحدة وأي أمة ذات سيادة، ستتخذ جميع التدابير اللازمة، المتناسبة والمتسقة مع القانون الدولي، للدفاع عن نفسها من مزيد من الهجمات، مشيرين إلى أن التهديد الذي يشكله الحوثيون وغيرهم من الأطراف المتطرفة والجهات الفاعلة من غير الدول القادرة على الوصول إلى الصواريخ بعيدة المدى وتكنولوجيا الطائرات المسيرة، هي أزمة تلوح في الأفق.
وأوضح العتيبة ونسيبة في المقال، أن احتواء عدوان الحوثيين يتطلب ضغطاً دبلوماسياً واسعاً، وعقوبات أمريكية ودولية أشد صرامة، وجهوداً مكثفة لمنع انتشار الأسلحة، وتطوير ونشر أوسع نطاقاً للتدابير المضادة الفعّالة، مشددين على ضرورة إعادة واشنطن إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية بموجب القانون الأمريكي، وأن هذا من شأنه المساعدة في عرقلة إمداداتهم المالية والأسلحة من دون تقييد المساعدات الإنسانية لليمنيين.
وأبان العتيبة ونسيبة، أن الولايات المتحدة رفعت الحوثيين من قائمة الإرهاب لتشجيعهم على الحد من الأعمال العدائية، إلا أنه وبدلاً من ذلك أصبحت الميليشيا أكثر عدوانية، وصعدت عنفها ضد الأهداف المدنية، مضيفيْن: «على مدار العام الماضي نهب الحوثيون مبنى السفارة الأمريكية في صنعاء، واختطفوا الموظفين المحليين، وقصفوا عن عمد مستودعاً للمساعدات الإنسانية في اليمن، واستولوا على سفينة في البحر الأحمر تحمل إمدادات طبية».
تعنّت حوثي
وأشار العتيبة ونسيبة، إلى رفض الحوثيين المشاركة في عملية السلام أو لقاء مبعوثي الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة، ومضاعفتهم لهجماتهم الصاروخية على المدن والبلدات في المملكة العربية السعودية، وحملا الحوثيين المسؤولية عن الأزمة الإنسانية في اليمن، مذكرين بانتهاكهم لاتفاقيات الحد من الأعمال العدائية. ونوه العتيبة ونسيبة، بأن وثائق أممية جديدة أظهرت أن الحوثيين حولوا مسار المساعدات وجوعوا العائلات والمجتمعات التي يعتبرونها غير موالية بشكل كاف، مؤكديْن أنه وخلال كل ذلك، كانت دولة الإمارات وستظل واحدة من أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية إلى اليمن، مشددين على ضرورة وقف إمدادات الأسلحة إلى الحوثيين.
ضغوط وعقوبات
وأوضح العتيبة ونسيبة، أنه يمكن لمزيد من الضغط الدبلوماسي والعقوبات، والإنفاذ البحري عزل الحوثيين ووقف تدفق الأموال والأسلحة، موضحيْن أن دولة الإمارات أوقفت مشاركتها القتالية وسحبت جميع قواتها البرية من اليمن في العام 2019، وأضافا: «بالعمل مع المبعوثين الخاصين للأمم المتحدة والولايات المتحدة، نعتقد أنه يمكن إحلال السلام في اليمن عبر السبل السياسية، وليس العسكرية». ورأى العتيبة ونسيبة، أن ذلك يجب أن يبدأ بوقف إطلاق النار، غير أن الحوثيين لا يوافقون، وبدلاً من ذلك يتهربون من المحادثات ويطلقون صواريخ بعيدة المدى، ويستخدمون تكتيكات إرهابية ضد اليمنيين لتغذية آلة الحرب الخاصة بهم، وإطالة أمد الحرب، مشيريْن إلى أن الحوثيين صنفوا أنفسهم في الأساس إرهابيين، ويجب على الأمم المتحدة والولايات المتحدة وكل أمة مسؤولة ومنظمة دولية أن يفعلوا الشيء نفسه.
تبلور مستقبل
وأوضح معاليهما، أن مسيرات الحوثيين وصواريخهم تستهدف دولة الإمارات، إلا أن غرضهم الحقيقي شيء آخر، مؤكدين أن الشرق الأوسط يتغير، وأن الناس سئموا الصراع والانقسام. وأضاف العتيبة ونسيبة: «الحوثيون وداعموهم يهاجمون رؤية جديدة لمستقبل يتبلور في الإمارات وبشتى أنحاء المنطقة»، وأكدا أن الإمارات تعمل باتجاه تخفيف التوترات وبناء أمل بالمستقبل في الوقت الذي تلتزم فيه بالدفاع عن نفسها.