أُميط اللثام عن تقدّم كبير تمّ إحرازه في الملفات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية خلال المشاورات اليمنية، وفيما شدّد مجلس التعاون الخليجي، على أنّ باب المشاروات لا يزال مفتوحاً أمام كل الأطراف اليمنية، كاشفاً عن التخطيط لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن، بدأ المبعوث الأممي، هانس غوندبورغ، مناقشة الترتيبات المرتبطة بتثبيت الهدنة.
وكشف سياسيون مشاركون في المشاورات اليمنية - اليمنية في الرياض، عن تقدّم كبير في مناقشات القضايا السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية. وقال أحد المشاركين، إنّ مجموعات العمل المصغرة ناقشت التحديات التي تواجه اليمن سياسياً، وتحديداً ما يتعلق بتعنت الميليشيا وإعاقتِها للجهود السلمية، فضلاً عن تقريب وجهات النظر وتجاوز الخلافات بين المكونات المشاركة.
وذكر مصدر حكومي لـ«البيان»، أنّ أعضاء مجلس الوزراء اليمني، والطاقم الإداري للأمانة العامة لمجلس الوزراء، وصلوا إلى الرياض تمهيداً للقاءات مع المشاركين في المشاورات، وتقديم عرض شامل للصعوبات والتحدّيات.
دعم خليجي
إلى ذلك، أكّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، د. نايف فلاح مبارك الحجرف، أهمية المشاورات اليمنية - اليمنية برعاية مجلس التعاون، في دعم ومساندة اليمن والشعب اليمني الشقيق لإنهاء الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار. وجدّد الحجرف خلال استقباله، أمس، رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك: «دعم المجلس مساندته لليمن والشعب اليمني في ظل الشرعية الدستورية من خلال الحل السياسي المستند إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216، وكذلك تنفيذ بنود اتفاق الرياض».
وأعرب الحجرف، عن شكره وتقديره للاستجابة السريعة لقيادة تحالف دعم الشرعية لنداء وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني، بهدف تهيئة الظروف المناسبة لنجاح المشاورات، مشدّداً على أهمية البناء على مخرجات هذه الجهود التي تعكس حرصاً خليجياً وإقليمياً ودولياً لدعم استقرار اليمن، وتحقيق كل ما من شأنه إنهاء الصراع ودفع المجالات التنموية والإغاثية والاقتصادية، وفقاً لتطلعات أبناء الشعب اليمني الشقيق وتحقيق كل ما فيه خيره وازدهاره.
مؤتمر دولي
بدوره، قال سفير مجلس التعاون الخليجي في اليمن، سرحان المنيخر، إنّ باب المشاورات بشأن الأزمة اليمنية في الرياض ما زال مفتوحاً لمشاركة جميع الأطراف اليمنية.
وأوضح المنيخر في إحاطة عن المشاورات، أن المجلس يهدف لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن. وأضاف أن المجلس ينظر إلى اليمن كمكون واحد يتمثل في الشعب اليمني، مؤكداً أن المشاورات التي تجري ليست بديلاً عن المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة. وأشار إلى أن المتشاورين لم يصلوا حتى الآن للحلول وما زالوا بطور نقاش التحديات وهناك تقدم ملحوظ، مشيراً إلى أن مجلس التعاون لن يقبل أن يكون اليمن خارج منظومته، فهو جزء أصيل وامتداد طبيعي للمجلس. وكشف أنه تم الانتهاء من النقاش مع الحكومة فيما يتعلق بالوضع السياسي.
مناقشة ترتيبات
إلى ذلك، ذكرت مصادر سياسية، أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن بدأ مناقشة الترتيبات المرتبطة بتثبيت الهدنة التي سبق إعلانها بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثي، لاسيّما ما يتعلق بتكليف ضباط ارتباط مراقبة الالتزام بالهدنة مع تسجيل القوات الحكومية أربعين خرقاً للميليشيا في اليوم الثاني لبدء سريان تلك الهدنة.
حرص وترحيب
في السياق، أكّد الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب وزير الدفاع السعودي، حرص التحالف بقيادة المملكة على إحلال الأمن والسلام والاستقرار في اليمن، مشيراً إلى ترحيب المملكة بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن البدء بالهدنة التي تتماشى مع المبادرة السعودية المُعلنة في مارس 2021 لإنهاء الأزمة اليمنية، والوصول إلى حل سياسي شامل. وأضاف الأمير خالد: «المملكة تأمل أن تُسهم هذه الهدنة مع الجهود السياسية في التوصل إلى تسوية سياسية عبر المشاورات اليمنية اليمنية المنعقدة برعاية مجلس التعاون الخليجي».