أكدت الإمارات في بيان أمام مجلس الأمن أنه رغم استمرار الظروف والتحديات الصعبة في أفريقيا الوسطى، إلا أنها شهدت أخيراً بعض التطورات، التي نأمل أن تمهد الطريق نحو إحلال السلام والاستقرار في البلاد، فعلى الصعيد السياسي، قالت القائم بالأعمال في وفد الدولة لدى الأمم المتحدة غسق شاهين: «يعد اجتماع الاستعراض الاستراتيجي للعملية السياسية، والذي عُقد في الرابع من يونيو في بانغي، برعاية الرئيس فوستين تواديرا، خطوة مهمة باتجاه تنشيط الاتفاق السياسي لعام 2019 من خلال خريطة طريق لواندا».
وأضافت: «نقدر هنا مواصلة التعاون مع المؤتمر الدولي المعني بمنطقة البحيرات الكبرى وغيرها من الجهات الإقليمية والدولية ذات الصلة لتحقيق هذه الغايات، ونثني أيضاً على انخراط الممثلة الخاصة للأمين العام مع كافة الجهات المعنية للمساعدة على المضي قدماً في العملية السياسية، ونؤكد أهمية ضمان الشمولية في كافة جهود صنع السلام، بما في ذلك عبر مشاركة المرأة فيها بشكل هادف، ونقدر هنا تعيين الرئيس تواديرا أخيراً خمس نساء من أصل 12 عضواً ضمن الإطار الاستشاري للانتخابات».
وبالنسبة للوضع الأمني المقلق والمتفاقم جراء استمرار أنشطة الجماعات المسلحة، شددت شاهين على أن الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي يبقى محورياً لتحقيق الاستقرار في أفريقيا الوسطى، إلا أنه من الضروري في الوقت نفسه إيلاء أهمية قصوى لحماية المدنيين، مع التركيز بشكل خاص على حماية النساء والأطفال من العنف الجنسي، فوفقاً لتقرير الأمين العام الأخير بشأن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، تعد هذه المسألة من التحديات الخطيرة، التي ينبغي معالجتها. وفيما يتعلق بحماية الأطفال، نرحب بالتوقيع على خطة عمل وطنية تركز على مكافحة الإتجار بالأطفال في أبريل الماضي.
وتابعت: «نود في ذات الإطار الإعراب عن قلقنا إزاء استمرار التهديدات التي تشكلها الذخائر المتفجرة على المدنيين وقوات حفظ السلام، حيث نقدر هنا تعاون بعثة مينوسكا مع دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (أونماس) لمعالجة هذا التحدي، بما في ذلك عبر تقديم التدريب ونشر وحدات متخصصة وتوعية السكان بسبل التخلص من الذخائر المتفجرة على نحو آمن»، وأردفت شاهين قائلة: «وفي سياق التهديدات الأمنية الخطيرة الناجمة عن انتشار المعلومات المُضللة والمَغلوطة، نقدر جهود بعثة مينوسكا في تنفيذ استراتيجية تُركز على التصدي لهذه المسألة».
وأوضحت أنه «لا بد أيضاً من إيلاء أهمية للأوضاع الإنسانية والاقتصادية المستمرة في التدهور، لا سيما مع ارتفاع أسعار السلع، فوفقاً لبرنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى ثلاثة ملايين شخص في أفريقيا الوسطى للمساعدات الإنسانية، في حين يعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي. وتتفاقم هذه الأوضاع مع استمرار البلاد في مواجهة جائحة كوفيد19 وغيرها من التحديات الماثلة في مجال الصحة العامة، إذ نؤكد في هذا السياق على أهمية مواصلة الجهود لتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني، ونقدر مساعي مبادرة الوصول العالمي للقاح كوفيد (كوفاكس)، في تيسيّر الحصول على اللقاح اللازم».
وختاماً، شددت غسق شاهين على أهمية استمرار المجتمع الدولي في دعم أفريقيا الوسطى لتحقيق السلام، الذي طال انتظاره، وإحلال الاستقرار والازدهار في المنطقة.