أكدت الإمارات دعمها الكامل لجهود الوساطة المتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، وذلك تمهيداً لبدء عملية سياسية شاملة بين الأطراف اليمنية، مشددة على أهمية تضافر الجهود لاغتنام الفرصة الحالية لإنهاء الأزمة وبدء مرحلة جديدة تنهي معاناة الشعب اليمني وتعيد له الأمن والاستقرار والازدهار، موضحة أن عملية الإفراج عن مئات الأسرى والمختطفين في الأيام الأخيرة تمثل بارقة أمل جديدة تعزز التفاؤل بشأن إمكانية تحقيق المزيد من التقدم على مختلف المسارات الإنسانية والاقتصادية والسياسية، كما دعت إلى التركيز بشكل أكبر على إعادة إنعاش الاقتصاد اليمني لما له من صلة وثيقة بتخفيف حدة الأزمة الإنسانية وتحسين الظروف المعيشية لليمنيين.

وقال السفير محمد بوشهاب نائب مندوبة الدولة لدى الأمم المتحدة، في جلسة لمجلس الأمن بشأن الحالة في اليمن: «نود بداية أن نعرب عن تقديرنا العميق ودعمنا الكامل لجهود الوساطة المتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب في اليمن عبر تجديد الهدنة وتثبيت وقف إطلاق النار بالتزامن مع تنفيذ إجراءات لتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وذلك تمهيداً لبدء عملية سياسية شاملة بين الأطراف اليمنية».

تضافر الجهود

وأضاف بوشهاب، في بيان نشره موقع بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني: «كما نثمن المساعي المخلصة الذي تقوم بها سلطنة عُمان لتحقيق المصالحة في اليمن، ونؤكد على أهمية تضافر الجهود لاغتنام الفرصة الحالية لإنهاء الأزمة وبدء مرحلة جديدة تنهي معاناة الشعب اليمني وتعيد له الأمن والاستقرار والازدهار».

وأكد بيان وفد الإمارات في مجلس الأمن بشأن الحالة في اليمن والذي ألقاه السفير محمد بوشهاب أن عملية الإفراج عن مئات الأسرى والمختطفين في الأيام الأخيرة تمثل بارقة أمل جديدة تعزز التفاؤل بشأن إمكانية تحقيق المزيد من التقدم على مختلف المسارات الإنسانية والاقتصادية والسياسية، و«نأمل أن تعزز هذه الخطوة فرصاً تفتح المجال أمام إطلاق سراح جميع الأسرى والمختطفين استناداً إلى مبدأ (الكل مقابل الكل) المنصوص عليه في اتفاق ستوكهولم.

ونشيد في هذا الإطار بالجهود التي بذلها مكتب المبعوث الخاص واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتحقيق هذا الإنجاز الإنساني الهام. كما نرحب باللفتة الإنسانية الكريمة من المملكة العربية السعودية، والتي أطلق فيها اليوم سراح 104 من أسرى الحوثيين بشكل أحادي الجانب، كخطوة أخرى لدعم مسار السلام».

خارطة طريق

وأوضح بوشهاب أنه «في ظل التحول الإيجابي الذي يشهده اليمن والمنطقة بشكل عام، نؤكد على أهمية التوصل إلى خارطة طريق تمهد السبيل لإطلاق حوار يمني - يمني برعاية الأمم المتحدة. ولتحقيق هذا الغرض، يجب التركيز على وضع مصلحة الشعب اليمني ومستقبله فوق أي اعتبارات أخرى، والتخلي عن استخدام السلاح أو التهديد به، والتمسك بالحوار كوسيلة وحيدة لحل الخلافات إلى أن يتم التوصل إلى حلٍ سلمي يرتكز على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».

حل سياسي

وأضاف نائب مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة: «مع مرور عام على التهدئة النسبية في اليمن، تجدد دولة الإمارات التأكيد على دعمها الكامل للجهود الإقليمية والأممية بهدف إيجاد حلٍ سياسي للأزمة اليمنية.

كما تؤكد دولة الإمارات على مواصلة دعمها للشعب اليمني الشقيق وحرصها على تحقيق الاستقرار والتنمية في اليمن». كما دعت الإمارات للتركيز بشكل أكبر على إعادة إنعاش الاقتصاد اليمني، وقال بوشهاب: «وفي السياقين الإنساني والاقتصادي، ندعو إلى التركيز بشكل أكبر على إعادة إنعاش الاقتصاد اليمني، لما له من صلة وثيقة بتخفيف حدة الأزمة الإنسانية وتحسين الظروف المعيشية لليمنيين.

ونطالب الحوثيين برفع كافة القيود المفروضة على المنظمات العاملة في المجال الإنساني، وخاصة تلك التي تستهدف النساء. ونؤكد على أهمية دعم الجهود الرامية إلى تمكين المرأة اليمنية ودعم مشاركتها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية».

وشدد السفير بوشهاب في ختام بيان الدولة في مجلس الأمن على ضرورة التحلي بالحكمة والعقلانية في المرحلة المقبلة والتمسك بنهج التهدئة والحوار والسلام، مع توجيه الجهود نحو مسيرة البناء والتنمية والازدهار في اليمن والمنطقة بأكملها.