رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2691، والخاص بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة لمدة عام، كما دعت الحوثيين للامتثال التام للقرار وإزالة كافة العقبات من أمام البعثة، مؤكدة مواصلتها دعم جهودها من أجل إرساء الاستقرار في اليمن.
جاء ذلك خلال بيان دولة الإمارات الذي أدلى به السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة يوم أمس، بشأن البند المعنون الحالة في اليمن، ونشرته البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني.
وقال أبو شهاب: «أود الترحيب بالقرار الذي تبناهُ المجلس (اليوم) وبالإجماع لتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، وأن أعرب كذلك عن تقديرنا للمملكة المتحدة، كحاملة القلم، على تقديم وتيسير مشروع القرار. نطالب الحوثيين أولاً بالالتزام الكامل بالقرار وإزالة كافة العقبات والقيود المفروضة على حرية حركة البعثة، بما يشمل السماح لها بتسيير دوريات غير معلن عنها للموانئ دون عراقيل، وثانياً، بتوجيه إيرادات ميناء الحديدة لصالح الشعب اليمني، وبالتالي صرف رواتب الموظفين المتأخرة وفقاً لاتفاق استوكهولم، والكف عن استخدام هذهِ الأموال في تمويل مجهودهم الحربي».
سلام شامل
وشدد أبو شهاب أنه آن الأوان لإرساء سلامٍ شاملٍ، يتجاوز الهُدُنَ العابرةَ، وقال «نعي تماماً التطورات الإيجابية التي حظي بها الملف اليمني مؤخراً، وما تحقق من تقدمٍ باتجاه الحفاظ على التهدئة التي رأت النور قبل أكثر من عام، ورغم ذلك، علينا أن نتذكر بأن الشعب اليمني، الذي أرهقتهُ الحرب، يستحق واقعاً أفضل، يضمن له حياةً كريمةً لا يكون للحرب فيها مكان. لقد آن الأوان لإرساء سلامٍ شاملٍ، يتجاوز الهدنَ العابرة، سلام يحقق المصالحة الوطنية والتوزيع العادل للثروات بين جميع اليمنيين».
وأضاف: «وفي هذا السياق، نؤكد مجدداً على دعم دولة الإمارات الكامل للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة على الصعيدين الإنساني والسياسي».
وبشأن الأوضاع الميدانية قال نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة: «رغم ضبط النفس الذي تظهرهُ القوات الحكومية اليمنية، نلاحظ تصعيداً غيرَ مبررٍ من جانب الحوثيين على مختلف الجبهات في تعز ومأرب وشبوة والحديدة والضالع، بما
يشتمل على هجمات مدفعية وغارات جوية باستخدام الطائرات المسيرة، والتي أدت إلى سقوط الكثير من الضحايا المدنيين، بما في ذلك الأطفال، كما شهدنا في الهجوم الذي أصاب خمسة أطفال في مديرية حيس الأسبوع الماضي. ويتطلب هذا الوضع منا القيام
بدورنا الحيوي ومطالبة الحوثيين بحزمٍ بوقف هذه الهجمات فوراً، والامتناع عن أية محاولات لإعادة إضرام نيران الحرب، فأي تصعيدٍ أو إشارة في هذا الاتجاه تشكل مصدر قلقٍ كبيراً، خاصة بالنظر إلى استمرار الحوثيين في بناء ترسانتهم الحربية منذ بداية الهدنة، عبر عمليات التهريب في انتهاكٍ صارخٍ للقرار 2216».
تحديات كبيرة
وأكد أبو شهاب أن اليمن يواجه تحديات كبيرة على صعيد العمل الإنساني، «في حين لا تزال جماعة الحوثي تفرض قيوداً شديدة على وصول المساعدات وحركة العاملين في مجال الإغاثة، خاصة النساء، وتحاول أيضاً التحكم في قوائم المستفيدين عبر فرض أنظمة غير شرعية قاموا بإنشائها».
وأضاف: «ويستمر الحوثيون بشن حرب اقتصادية ضد الشعب اليمني والحكومة اليمنية تُفاقم المعاناة الإنسانية، وذلك باستهدافهم للمنشآت والموانئ النفطية في محافظتي شبوة وحضرموت، وتقييد حركة التجارة داخل البلاد، وتهديد الشركات والبنوك وإجبارهم على استيراد السلع عبر ميناء الحديدة فقط، بالإضافة إلى مصادرة الأراضي والمباني والممتلكات الخاصة بشكلٍ تعسفي. وقد وصل الأمر بهم للتلويح بالإضرار بالبنية التحتية لإنتاج وتصدير النفط والغاز في محافظة مأرب».
واختتم أبو شهاب البيان قائلاً: «لا يفوتنا الترحيب ببدء عملية النقل الآمن للنفط من الخزان صافر في إطار الجهود التي تقودها الأمم المتحدة، كما نثمن جهود هولندا في هذا السياق. ونؤكد على دعمنا المستمر لجميع الجهود الإقليمية والدولية التي تهدف إلى إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار والتقدم في اليمن. ونتطلع بأمل وتفاؤل إلى اليوم الذي يستعيد فيهِ اليمن عافيته ويعم السلام والازدهار في جميع ربوعه».