أدانت دولة الإمارات بشدة، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي تجمعاً لآلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة كانوا ينتظرون إيصال مساعدات إنسانية وإغاثية إليهم، ما أسفر عن قتل العشرات وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء، وطالبت بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين، محذرة من الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة.
وأعربت وزارة الخارجية في بيان لها، عن قلقها البالغ جراء تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين الأبرياء. وشددت على أن الأولوية العاجلة هي إنهاء عمليات التصعيد العسكري والوقف الفوري لإطلاق النار.
كما جددت الوزارة، التأكيد على موقف دولة الإمارات الداعي إلى أهمية توفير الحماية للمدنيين الأبرياء، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع بشكل عاجل ومستدام وبلا عوائق، وعلى أهمية التنفيذ الكامل والعاجل لقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 2712 و2720.
وحذرت وزارة الخارجية، من استفحال الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، وشددت على ضرورة منع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب تأجيج الوضع في الأراضي الفلسطينية، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار، ودعت المجتمع الدولي إلى تعزيز كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة سقوط 104 فلسطينيين على الأقل، وإصابة المئات برصاص القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية في غرب مدينة غزة. وأعلن الناطق باسم الوزارة، أشرف القدرة، ارتفاع حصيلة مجزرة شارع الرشيد إلى 104 ضحايا و760 إصابة برصاص القوات الإسرائيلية الذي استهدف تجمع المواطنين الذين حاولوا الحصول على الطعام، أثناء وصول شاحنات المساعدات المحملة بالدقيق، عند مفترق النابلسي غرب مدينة غزة.
وقالت مصادر إسرائيلية لرويترز، إن الجنود الذين شعروا بالتهديد، أطلقوا الرصاص الحي، لكنها نفت أن يكون إطلاق النار أوقع هذا العدد من القتلى. وتأتي هذه التصريحات على الرغم من إصدار الجيش الإسرائيلي بياناً، قال فيه إن عشرات الأشخاص أصيبوا نتيجة التدافع والدهس أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات من الشاحنات، وقال إن الحادث قيد المراجعة.
واشنطن تتحقق
وأكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس، أن الولايات المتحدة تتحقق من الروايتين المتضاربتين عن إطلاق نار وقع عند نقطة توزيع مساعدات في غزة، مضيفاً أن من شأن ما حصل أن يعقد مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال بايدن للصحافيين لدى سؤاله عن الحادثة: «نتحقق من الأمر حالياً، هناك روايتان متضاربتان عمّا حدث ولا جواب لدي حتى اللحظة».
ولدى سؤاله عمّا إن كان يعتقد بأنها ستعقّد المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، رد بايدن بالقول: «أعرف أنها ستتسبب بذلك».
كما استبعد بايدن وقفاً لإطلاق النار بحلول الاثنين، الموعد الذي كان قد توقعه في وقت سابق هذا الأسبوع. ورداً على أسئلة صحافيين حول توقعاته بشأن ما سيحدث قال بايدن إن الأمل لا ينضب، وإنه تحدث إلى قادة المنطقة بشأن وقف لإطلاق النار مضيفاً: «لكنه لن يحدث على الأرجح بحلول الاثنين».
وقال البيت الأبيض، أمس، إنه يبحث في تقارير عن إطلاق إسرائيل النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات بالقرب من مدينة غزة، واصفاً ذلك بأنه «حادث خطير».
رعب
وأعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الخميس أنّ «الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة بسرعة تبعث على الرعب»، معلّقاً على سقوط عدد كبير من القتلى خلال عملية توزيع مساعدات إنسانية في مدينة غزة. وكتب غريفيث على منصة «إكس»: «حتى بعد ما يقرب من خمسة أشهر من الأعمال القتالية الوحشية، لا تزال غزة لديها القدرة على صدمتنا، مصدوم من التقارير التي تفيد بمقتل وإصابة المئات في أثناء نقل إمدادات المساعدات غربي مدينة غزة».
وأدانت مصر بـ«أشد العبارات»، الاستهداف الإسرائيلي لتجمع من المدنيين الفلسطينيين العُزّل الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية. واعتبرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أن استهداف مواطنين مسالمين يهرولون لالتقاط نصيبهم من المساعدات الإنسانية جريمة مشينة، وانتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهتاراً بقيمة الإنسان وقدسية روحه».
وطالبت مصر الأطراف الدولية الرئيسية، ومجلس الأمن، لاسيما الدول التي تعيق قدرة المجلس عن المطالبة بوقف إطلاق النار، بتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية عن وقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل للامتثال لأحكام القانون الدولي وتحمل مسؤولياتها، ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات».
كما أدانت الخارجية الأردنية، استهداف القوات الإسرائيلية لـ«تجمع لمواطنين غزيين للحصول على مساعدات»، ووصفته، في بيان، بـ«الوحشي».
وشدد البيان على رفض عمّان المطلق لمواصلة الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين الفلسطينيين وانتهاكه الصارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ويجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلف أبواب مغلقة بعد الإعلان مجزرة عملية توزيع مساعدات في شمال القطاع، وفق برنامج العمل المحدث للمجلس. ويعقد الاجتماع الطارئ عند الساعة 21.15 بتوقيت غرينتش، ويأتي بطلب من الجزائر حسب ما أفاد مصدر دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية.