أعربت دولة الإمارات عن ترحيبها بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة لصالح قبول منح دولة فلسطين العضوية الكاملة، وتوصية مجلس الأمن بإعادة النظر في طلب دولة فلسطين للحصول على العضوية، معتبرة أن هذا القرار يعد خطوة تاريخية على طريق السلام وتحقيق حل الدولتين.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أن دولة الإمارات - التي قدمت مشروع القرار الذي ينص على أهلية دولة فلسطين لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة خلال جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة بصفتها رئيسة المجموعة العربية لشهر مايو - ثابتة في التزامها نحو تعزيز السلام والعدالة، وصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات ذات الصلة القاضية بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأعادت الوزارة التأكيد على مطالبة دولة الإمارات الراسخة للمجتمع الدولي بتعزيز كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لتحقيق السلام وحل الدولتين.
«حكماء المسلمين»
القرار الذي قوبل بتأييد دولي واسع أغضب إسرائيل التي عمد مندوبها في الجمعية العامة غلعاد إردان إلى تمزيق نسخة من ميثاق الأمم المتحدة أمام الحضور.
ورحب مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع القرار، الذي تقدمت به الإمارات، والذي يطالب بأحقية دولة فلسطين بالعضوية الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد المجلس في بيان أن تبني مشروع هذا القرار بأغلبية ساحقة، وبتأييد 143 دولة من أصل 193، يمثل اعترافاً دولياً بأحقية دولة فلسطين في الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مشدداً على ضرورة هذه الخطوة لتعزيز جهود تحقيق السلام العالمي.
وأشاد «المجلس العالمي للتسامح والسلام» بأجهزته وأعضائه كافة بالبيانات الصادرة عن الإمارات وأوغندا رئيس حركة عدم الانحياز، وموريتانيا رئيس المجموعة الإسلامية في المنظمة الدولية، بشأن منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وثمن جهود الدول الأعضاء بالجمعية العامة، والتي صوتت لصالح مشروع القرار المؤيد لحق فلسطين في العضوية الكاملة بالمنظمة.
وأعرب معالي أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس في بيان، عن تقديره لجهود الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعكس ديمقراطية العلاقات الدولية، وتمثل قراراتها الرؤية الصادقة للإرادة الدولية في إعمال الحق والعدل لنصرة الشعب الفلسطيني، الذي يطالب بأبسط حقوقه، وهو الحق في المساواة مع الشعوب الأخرى والاعتراف بعضوية دولته أسوة بالدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
«التعاون»
وأكدت منظمة التعاون الإسلامي أن تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قراراً يدعم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في المنظمة الدولية، يعبر عن الإجماع الدولي على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها حقه في تقرير المصير والحرية والعدالة والاستقلال، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية منذ العام 1967.
ورحب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بقرار الأمم المتحدة، وقال: إن حصول هذا القرار على تصويت 143 دولة يأتي تأكيداً وإيماناً على الحق الفلسطيني في هذا الاعتراف، لكي تمارس دولة فلسطين كافة حقوقها ومهامها في هذه المنظمة.
وأكد الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعمه للقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.
السعودية والأردن
ورحبت المملكة العربية السعودية بالقرار، وقال بيان لوزارة الخارجية: إن هذا القرار يعبر عن الإجماع الدولي مع الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة في إطار حل الدولتين. كما رحبت سلطنة عُمان بالقرار، وقالت وزارة الخارجية في بيان: إن الأغلبية العالمية تناشد مجلس الأمن بالاعتراف بدولة فلسطين، وهو السبيل العملي، الذي سيمهد الطريق لحل الدولتين، وإحلال السلام العادل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
واعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن التصويت في الأمم المتحدة بتأييد العضوية الكاملة لدولة فلسطين «يثبت إن إسرائيل أصبحت دولة منبوذة»، وكتب الصفدي على منصة إكس «مع تواصل العدوان الإسرائيلي الهمجي على 2,3 مليون فلسطيني في غزة، وقفت غالبية دول العالم إلى جانب العدالة».
واعتبرت وزارة الخارجية الأردنية في بيان أن القرار «يعكس إجماعاً دولياً حول حق دولة فلسطين في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة»، داعية مجلس الأمن الدولي إلى «إعادة النظر في طلب عضوية فلسطين دون إبطاء».