توجه حجاج بيت الله الحرام، أمس، مع غروب الشمس، إلى مشعر مزدلفة، وباتوا فيه، حيث ودعوا مشعر عرفات، بعد أن وقفوا على صعيده الطاهر، رافعين أكفهم بالدعوات والأمنيات. واستقبل «مسجد المشعر الحرام» بمشعر مزدلفة، ضيوف الرحمن، بعدما انتهوا من الوقوف على صعيد عرفات.

ويتوجه الحجاج فجر اليوم، العاشر من ذي الحجة، إلى مشعر منى، لإتمام بقية مناسك يوم النحر (يوم عيد الأضحى)، حيث سيرمون جمرة العقبة، وينحرون الهدي (الأضاحي)، ويطوفون حول الكعبة المشرفة طواف الإفاضة، ويسعون بين الصفا والمروة، ثم يحلقون رؤوسهم ويتحللون من الإحرام.

وتعتبر «مزدلفة» ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج، في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج، حيث تقع بين مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات، ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء، جمعاً وقصراً، ويجمعون فيها الحصى لرمي الجمرات في منى، ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي، يوم عيد الأضحى، ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.

وكان أكثر من مليونيْ حاج وقفوا أمس، على صعيد عرفات، بعد استماعهم إلى خطبة عرفة، المترجمة إلى عشرين لغة.

ومع غروب شمس اليوم الثامن من ذي الحجة، بدأ تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، عبر قطار المشاعر، الذي يستوعب 72 ألف راكب في الساعة الواحدة، إضافة إلى 12 ألف حافلة تقوم بنظام التردد لنقل الحجاج، عبر مسارات منظمة وخطة مدروسة.

وتبلغ مساحة مشعر عرفات قرابة 33 كيلومتراً مربعاً، تجمّع فيه أكثر من مليوني حاج. وتتصف أرض المشعر باستوائها، وتحيط بها سلسلة من الجبال، يوجد في شمالها جبل الرحمة، الذي يتكون من أكمة صغيرة مستوية السطح، وواسعة المساحة، مشكلة من حجارة صلدة ذات لون أسود كبير الحجم، ويبلغ طوله 300 متر، ومحيطه 640 متراً، وترتفع قاعدة الجبل عن الأرض المحيطة به بمقدار 65 متراً، ويوجد على قمة الجبل شاخصٌ يبلغ ارتفاعه 7 أمتار، ويُطلق على هذا الجبل العديد من الأسماء، كجبل الإل، وجبل التوبة، وجبل الدعاء، والنابت، وجبل القرين.

ويتطلع الحجاج إلى الوقوف على «جبل الرحمة» بعرفات، خلال أدائهم مناسك الحج، تأسياً برسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي وقف عليه، وألقى منه خطبة الوداع، كما يحرص حجاج بيت الله الحرام على الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى، طمعاً في الرحمة والمغفرة.

 

أخطار الحر

وكانت وزارة الصحة السعودية، حذرت ضيوف الرحمن من أخطار التعرض لأشعة الشمس، في مشعر عرفات، خلال فترة الذروة، مشيرة إلى أن موسم الحج هذا العام 1445هـ، يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة، ما يشكل صعوبة كبيرة يواجهها الحجاج خلال موسم الحج.

وأكدت أن التعرض لأشعة الشمس خلال فترة الذروة لفترات طويلة، يُشكل خطراً كبيراً على صحة الحجاج، وأكدت على ضيوف الرحمن، اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة للحفاظ على صحتهم وسلامتهم.

وشددت الوزارة على الحجاج استخدام المظلات بشكل دائم، لتجنب التعرض للشمس بشكل مباشر، وشرب المياه بكميات كافية على مدار اليوم، حتى لو لم يشعروا بالعطش، والالتزام بكل التعليمات والنصائح الصحية، والابتعاد عن الخروج والتعرض لأشعة الشمس، أو المشي على الأسطح أو لمسها.