دافع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الخميس عن سيطرة الجيش على تشاد، على الرغم من اعتراضات المعارضة هناك، قائلاً إن ذلك كان ضرورياً من أجل تحقيق الأمن وسط «ظروف استثنائية». وتولى ابن رئيس تشاد إدريس ديبي الرئاسة وقيادة القوات المسلحة أمس الأربعاء بعد مقتل أبيه على جبهة القتال، وحل الحكومة والبرلمان في الوقت الذي تهدد فيه قوات المتمردين بالزحف على العاصمة.

وبحكم الدستور كان يتعين أن يتولى رئيس البرلمان رئاسة البلاد مؤقتاً، لكن بعد أن حل الجيش البرلمان قال رئيسه هارون كبادي في بيان إنه وافق «لتطور الأحداث العسكرية والأمنية والسياسية» على انتقال السلطة للجيش. وقال لو دريان إن موقف كبادي يبرر سيطرة الجيش على البلاد. وأضاف قائلاً للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي «هناك ظروف استثنائية. من حيث المنطق، كان يفترض أن يكون السيد كبادي... لكنه رفض لاعتبارات أمنية استثنائية كانت مطلوبة لضمان استقرار هذا البلد».

موقف المعارضة

وشجبت المعارضة السياسية في تشاد سيطرة الجيش وكذلك قائد عسكري قال إنه يتحدث باسم الكثير من الضباط. ودعت نقابات عمالية للإضراب.

وقُتل إدريس ديبي على جبهة القتال مع متمردين قاموا بالغزو من الشمال بعد أن حكم البلاد حكماً شمولياً لأكثر من 30 عاماً، وكان عنصراً مهماً في استراتيجية فرنسا الأمنية في أفريقيا، حيث إن لفرنسا نحو 5100 جندي يتمركزون في المنطقة في إطار عمليات دولية لقتال المتشددين، ومنهم قوات متمركزة في قاعدتها الرئيسية بالعاصمة نجامينا.

وفي أول تصريحات يدلي بها علناً منذ تولي السلطة، قال الجنرال محمد ديبي ابن الرئيس الراحل إن الجيش يريد إعادة السلطة لحكومة مدنية وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية خلال 18 شهراً. وقال ياسين عبد الرحمن ساكن رئيس حزب الإصلاح السياسي المعارض «ندرك أن الجيش وفرنسا أرغماه... الدفع بأن رئيس البرلمان كبير ومريض ليس مقنعاً». ووصف نقل السلطة من الأب للابن بالانقلاب.

ويسافر لو دريان مع الرئيس إيمانويل ماكرون غداً الجمعة لحضور جنازة ديبي وإجراء محادثات مع المجلس العسكري. وقال إن الأولوية هي أن يلعب المجلس العسكري الدور الرئيسي في ضمان الاستقرار ثم التركيز على انتقال سلمي يتسم بالشفافية.