فيما يعوّل الكثيرون على لقاء الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين في جنيف 16 يونيو الجاري، تفرض خمسة ملفات نفسها على لقاء الرئيسين كأكثر القضايا إلحاحاً وأهمية على الطاولة.

ويأتي ملف القرصنة واتهامات التضليل عبر الإنترنت والهجمات المعلوماتية بغرض التدخّل في الانتخابات، على رأس الأجندة وفي صلب التوتّرات، إذ تقف وراء الكثير من العقوبات الأمريكية ضد موسكو. وأزعجت موجة هجمات إلكترونية كبرى واشنطن، أخيراً بعد أن نُسبت إلى موسكو أو لمجموعات قراصنة يقيمون في روسيا مثل «سولارويندز»، و«كولونيال بايبلاين»، و«جاي بي أس».

وفيما تتهم روسيا التي لطالما نفت ضلوعها في ذلك، واشنطن، بالتدخل في شؤونها من خلال دعم المعارضة أو تمويل المنظمات ووسائل الإعلام التي تنتقد الكرملين، تعتبر موسكو نفسها ضحية هجمات إلكترونية أمريكية، مطالبة بـ «اتفاق عالمي» للحد من استخدام سلاح المعلوماتية. 

ومن المنتظر أن يفرض ملف حقوق الإنسان نفسه على الطاولة، إذ وعد جو بايدن، بإبلاغ فلاديمير بوتين، أنه لن يقف مكتوف الأيدي في مواجهة ما أسماها انتهاكات حقوق الإنسان في روسيا، الأمر الذي يغذّي عدم ثقة الروس في الأمريكيين، فيما يرى الكرملين في ذلك دليلاً على تدخل وهيمنة.

وفيما تكثفت الانتقادات الأمريكية مع تسميم أبرز معارض للكرملين أليكسي نافالني في أغسطس الماضي، تتساءل روسيا حول احترام حقوق مثيري الشغب المؤيدين لدونالد ترامب الذين تم اعتقالهم بعد اقتحام الكابيتول في يناير الماضي، فضلاً عن انتقادها الرقابة في هوليوود أو على الإنترنت من قبل عمالقة شبكات التواصل الاجتماعي. 

وعلى الصعيد العسكري، تبدو الخلافات بين البلدين كثيرة من أوكرانيا إلى سوريا والقطب الشمالي. ويثير إنهاء سلسلة اتفاقات مخاوف من تسريع سباق التسلح، فمنذ العام 2018 يشيد فلاديمير بوتين بنموذج صواريخ بلاده الأسرع من الصوت والقادرة حتى على إحباط الدفاعات الحالية المضادة للطيران، ما يرجّح أن يكون التوازن الاستراتيجي في صلب محادثات بايدن وبوتين.

وفيما تتخوّف أمريكا من نشر حوالي مئة ألف جندي روسي أخيراً على حدود أوكرانيا، بما أثار مخاوف البعض من اجتياح محتمل، تشدّد موسكو على أنّ المناورات والانتشار العسكري لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية يشكلان أكبر تهديد إقليمي.

مع كل موجة عقوبات وعقوبات مضادة، يكثف الروس والأمريكيون طرد دبلوماسيين ما يخفف العاملين في سفاراتهما وقنوات الاتصال، إذ استدعت موسكو وواشنطن أيضاً هذا العام سفيريهما للتشاور. وتتهم روسيا الأمريكيين بوقف تسليم تأشيرات دخول للدبلوماسيين الروس، ما أدى إلى رفضها منح تأشيرة دخول لممثل وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في فبراير الماضي.

وأخيراً، يأمل العديد من السجناء في أن يتمكن بوتين وبايدن من التوصل إلى اتفاق حول مصيرهم في الأسابيع أو الأشهر المقبلة. ودعا بول ويلان المسجون في روسيا بتهمة التجسس، مطلع يونيو، بايدن إلى مبادلته، فيما وجهت والدة مهرّب السلاح، فيكتور بوت، المسجون في الولايات المتحدة، نداءً لرئيسي البلدين.

وطالبت عائلة كونستانتين ياروشنكو، الطيار الروسي المسجون في أمريكا بتهمة تهريب الكوكايين، أيضاً بالإفراج عنه، فيما يمكن أن تشمل أي مفاوضات الأمريكي، تريفور ريد، المسجون بتهمة الاعتداء على شرطيين روسيين.