اتسعت أزمة لجوء السوريين إلى الدول الأوروبية لتصل إلى بريطانيا، التي تنص قوانين اللجوء لديها على عدم ترحيل أي لاجئ يدخل الأراضي البريطانية، إلا أن السلطات البريطانية تعتزم ترحيل 14 لاجئاً سورياً إلى رواندا ضمن خطة الترحيل التي أعدتها الحكومة البريطانية، بموجب اتفاقية بين البلدين.
وتعتبر بريطانيا الدولة الأولى في الغرب التي تنوي ترحيل لاجئين سوريين، تقول إنهم وصلوا إلى الأراضي البريطانية دون ترخيص، فيما سيجري إرسال هؤلاء اللاجئين الذين ما زالوا في مراكز اللجوء إلى رواندا، إذ ستجري هناك معالجة طلبات لجوئهم، ومن ثم القرار بخصوص قبول اللجوء أم لا.
هذه الخطوة البريطانية أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط البريطانية، ولقيت تفاعلاً من المنظمات الحقوقية البريطانية التي استنكرت مثل هذه الخطوات، وقالت منظمة بروتكت سيفيليانز لمناصرة اللاجئ السوري: إن لاجئين من سوريا وأفغانستان باتوا ضمن القائمة التي تضم أسماء أشخاص سيتم ترحيلهم.
رسائل رسمية
من جهتها، أفادت وزارة الداخلية البريطانية أن المجموعة الأولى من المهاجرين بدأت تصلها رسائل رسمية تبلغ أفرادها بالقرار الذي يقضي بإرسالهم إلى رواندا حتى «يؤسسوا حياة لهم هناك بأمان»، كما أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل في بيان لها أن «قرار الترحيل يؤكد سفرهم إلى رواندا وموعده، ومن المتوقع أن تسافر الدفعة الأولى منهم خلال الشهر المقبل، وتحديداً في 14 من يونيو».
بدورها لوحت منظمة «ديتينشن آكشن» برفع دعوى قضائية، وذكرت المنظمة في بيان لها: «يا لها من طريقة للاحتفال بأسبوع اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث، يتم ترحيل 14 لاجئاً، تلك الطريقة التي تقوم على إبلاغ الناجين من التعذيب والاستعباد أن عليهم السفر وقطع آلاف الكيلومترات للوصول إلى بر الأمان».
رواندا الوجهة
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أعلن في أبريل الماضي أن بعض المهاجرين الذين وصلوا دون ترخيص سيتم إرسالهم إلى رواندا، حيث ستجري هناك معالجة طلبات لجوئهم. وسيعرض على من فشلت محاولاتهم في تقديم طلب لجوء في رواندا فرصة للتقديم من أجل الحصول على تأشيرات للسفر عبر طرق أخرى للهجرة في حال رغبتهم بالعودة إلى بريطانيا، إلا أن شبح الترحيل سيظل ملازماً لهم.
وكانت أحزاب دنماركية طالبت العام الماضي بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد أن وضعت الحرب أوزارها وانتهت الأعمال القتالية هناك، في ظل تزايد تدفق لاجئين من أوكرانيا بسبب الحرب هناك.