أعلن مجلس اعتلاء العرش رسمياً أمس تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا بعد يومين على وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية. وفي مراسم رسمية..
أدى تشارلز الثالث اليمين الدستورية ملكاً على عرش بريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية والأقاليم الأخرى بقصر «سانت جيمس» وسط لندن أمام مجلس التنصيب الملكي الذي يضم رؤساء الوزراء السابقين وأعضاء المجلس الملكي الخاص ومستشاري الملك.
وجدد الملك تشارلز الثالث التأكيد أنه سيكرس ما بقي من عمره لخدمة بلده من هذا المنصب.
ومن المقرر أن تستمر في الأيام المقبلة سلسلة من المراسم الملكية المختلفة حتى الانتهاء من مراسم تشييع جثمان الملكة الراحلة.
وبثت وقائع المجلس للمرة الأولى على التلفزيون. وتعود تقاليد المجلس الخاصة بإعلان الملك لعقود من الزمن وإن كان تشارلز أصبح ملكاً تلقائياً بوفاة الملكة.
وحضر مئات من أعضاء المجلس ومن بينهم رئيسة الوزراء ليز تراس وجميع أسلافها وزوجة تشارلز كاميلا وابنه البكر ولي العهد وليام.
وقال تشارلز إن والدته التي توفيت الخميس الماضي في قصر بالمورال عن 96 عاماً «قدمت مثالاً للحب اللامتناهي والتفاني في الخدمة» واعداً بالاقتداء بها.
وأضاف «أعلم بأنني سأكون محاطاً بمودة وولاء الشعوب التي دعيت لأن أكون على رأس دولها».
وأكد أنه يتشجع بدعم زوجته الحبيبة. وفي إعلان تنصيب الملك، هتف ستة من رؤساء الوزراء السابقين وأساقفة بارزون وعدد من الساسة «حفظ الله الملك». وقال الملك تشارلز «إنني أدرك تماماً هذا الإرث العظيم والواجبات والمسؤوليات الجسيمة للسلطة التي انتقلت إلي».
المثال الملهم
وتابع «في تحمل هذه المسؤوليات، سأعمل جاهداً على اتباع المثال الملهم الذي ضُرب لي في دعم الحكومة الدستورية والسعي لتحقيق السلام والوئام والازدهار لشعوب هذه الجزر ودول ومناطق الكومنولث في أنحاء العالم».
وقال تشارلز في خطابه إنه منح ابنه الأكبر وليام (40 عاماً) لقب أمير ويلز، وهو اللقب الذي ناله الملك تشارلز نفسه مدة تزيد على 50 عاماً ويناله ورثة العرش بشكل تقليدي. وأصبحت كاثرين (كيت) زوجة وليام أميرة ويلز، وهو اللقب الذي كانت الأميرة الراحلة ديانا آخر من يناله.
وفي وقت لاحق، من منصة إعلان التنصيب، وهي شرفة تطل على فناء فريري في قصر سانت جيمس، تلا كبير الضباط النبلاء ديفيد وايت، برفقة آخرين في الملابس التقليدية الرسمية ذات اللونين الذهبي والأحمر لمسؤولي المراسم الملكية، البيان الرئيس، فيما علا صوت الأبواق.
وتمت المراسم بينما سُمح لمئات من الأشخاص بدخول الساحة، ومن بينهم أطفال حملهم آباؤهم على أكتافهم، وامرأة تمسك بالزهور وكبار سن جالسون على مقاعد متحركة. وصور الكثيرون الحدث بهواتفهم الذكية.
وأصبح تشارلز الملك رقم 41 الذي اعتلى عرش بريطانيا من سلسلة تعود أصولها إلى الملك النورماندي وليام الأول الفاتح عام 1066. وتعكس المراسم تقاليد تنصيب الملوك والملكات المتبعة منذ مئات السنين.
والمراسم هي الأولى التي ينقلها التلفزيون لتنصيب ملك بريطاني. وهي الأولى في حياة معظم البريطانيين الحاليين الذين لم يعرفوا سوى الملكة إليزابيث. وكان عمر تشارلز نفسه ثلاثة أعوام عند تنصيب والدته ملكة.
أول مركز
وعقب المراسم في قصر سانت جيمس، تقدمت فرقة عسكرية صفوف الجنود وفرق ترتدي أزياء احتفالية عبر مدينة لندن القديمة إلى مبنى رويال إكستجينج، وهو أول مركز للتجارة بني لهذا الغرض في العاصمة البريطانية ويعود تاريخه إلى عام 1566، مع تلاوة بيان التنصيب مرة أخرى.
وفي البرلمان، اصطف النواب لأداء قسم الولاء للملك الجديد، بقيادة رئيس مجلس العموم، ليندسي هويل، بينما كانت رئيسة الوزراء ليز تراس في أوائل المصطفين.
ومنذ الصباح بدأ تجمع البريطانيين خارج القصور الملكية مع تدفق الآلاف على قصر بكنغهام لتقديم الاحترام للملكة وخليفتها الملك تشارلز.
وخارج قلعة بالمورال، المقر الصيفي للملكة الواقع في المرتفعات الأسكتلندية حيث توفيت، وقف صف طويل من الناس لوضع الزهور.
وبعد الظهيرة ذهب أبناء الملكة الثلاثة الأصغر، آن وآندرو وإدوارد، وأبناؤهم إلى كنيسة قريبة قبل أن يطالعوا الرسائل التي وُضعت بين الزهور وشكروا الحشد على الدعم.
إلى ذلك، أعلن قصر باكينغهام أمس أن مراسم جنازة الملكة اليزابيث الثانية التي توفيت الخميس الماضي في أسكتلندا ستقام في 19 سبتمبر الجاري في لندن.
ويتوقع أن يحضر مسؤولون من كل أنحاء العالم هذه الجنازة التي ستقام في كنيسة ويستمنستر. وأعلن الملك تشارلز الثالث اليوم المذكور عطلة في أنحاء المملكة المتحدة.