عبر سعيهم إلى منع لولا دا سيلفا من الحكم في البرازيل بأي ثمن وعن طريق نهب مباني مؤسسات في برازيليا، عزز المشاغبون اليمينيون المتطرفون في الثامن من يناير الجاري الرئيس اليساري في سلطته، كما يرى محللون. وانتهز مؤيدون للرئيس السابق غايير بولسونارو فرصة انشغال السلطة بتشكيل الحكومة، لنشر الفوضى في العاصمة.
وبعد أسبوع تماماً من تنصيب لولا دا سيلفا في مراسم احتفالية وأجواء من الفرح الشعبي، اقتحمت مجموعات كبيرة قصر بلانالتو الرئاسي ومقري المحكمة العليا والبرلمان. ويقول مراقبون إن هذه الأحداث «جاءت كتذكير بأن دا سيلفا يواجه دولة منقسمة بشدة»، ويرى بعضهم أنه لولا هذا الانقسام لكانت شعبيته أعلى وقدرته على تحقيق برنامجه أعلى.
وقالت مايرا غولارت أستاذة العلوم السياسية في جامعة ريو دي جانيرو الفدرالية «من الواضح أن حوادث 8 يناير كان لها تأثير عكسي». وأضافت أن «دا سيلفا يخرج منها بلا شك أقوى».
دولياً، أدين الهجوم. فقد عبرت واشنطن وباريس وموسكو وبكين والاتحاد الأوروبي وعواصم أمريكا اللاتينية عن دعمها الكامل لرئيس البرازيل، الذي عزل نفسه عن العالم في عهد بولسونارو.
صورة إيجابية
يرى لياندرو غابياتي مدير الشركة الاستشارية (دومينوم) أن «الصورة الإيجابية أصلاً للولا دا سيلفا في الخارج تعززت». في الوقت ذاته تراجعت صورة بولسونارو. وقال إن دا سيلفا داخلياً قوي «بدعم حكام المناطق والبرلمان والمحكمة العليا والقطاع المالي» ومن كل التوجهات السياسية. كما يلقى الزعيم التاريخي لليسار دعم الطبقة السياسية والشعب. وأضاف غابياني «تم تحدي لولا وخرج من ذلك بشكل جيد إلى حد ما»، مشيراً إلى أنه تبنى «موقفاً متوازناً جعل من الممكن وبطريقة ما، العودة إلى الحياة الطبيعية».
انقسام
ما زال الرئيس اليساري تحت تهديد التيار البولسوناري الذي لم يتخل أكثر عناصره تطرفاً عن إسقاطه. وقال مستشارو مجموعة أوراسيا إن هذه الأحداث «جاءت كتذكير بأن دا سيلفا يواجه دولة منقسمة بشدة». من جهة أخرى، سيواجه دا سيلفا تحديات كثيرة في ولايته الثالثة هذه على رأس البرازيل التي تعاني من آفتي الفقر والجوع. وقال مراقبون «من الضروري بذل جهود في التحقيقات»، لكن «هذا يفترض ألا يفسد تفويض دا سيلفا»، مشددين على أن على الزعيم اليساري «تحسين الظروف المعيشية للسكان وإنعاش الاقتصاد والسياسات العامة».