لم يكن مستبعداً أن تتسم ردود الفعل الأمريكية إزاء خطة الصين للسلام بين روسيا وأوكرانيا بالتشكيك، في ظل حالة عدائية عامة بين واشنطن وبكين.
والتشكيك والعداء لدى الرأي العام الأمريكي، والذي كشف عنه استطلاع لمؤسسة جالوب مؤخراً، ارتبط بما تسعى الصين لتحقيقه من وراء خطة السلام والزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ لموسكو للتأكيد على قوة التقارب بين بلديهما.
لكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سعت، رغم ذلك، إلى إبقاء الباب مفتوحاً للتحاور مع الصين، لتكون واشنطن هي الأخرى راغبة في السلام وليس فقط استمرار الحرب كما تتهمها كل من بكين وموسكو.
وقال جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إنه قد يتم إجراء اتصال بين بايدن ونظيره الصيني في ظل ما يشهده العالم من توترات حادة. غير أن البيت الأبيض يريد من بكين الضغط على موسكو لسحب قواتها من أوكرانيا، حتى لا تكون المبادرة مجرد «محاولة لوقف تكتيكي للمعارك».
وعبّر أليكسندر غابيف الخبير بمركز كارنيغي للسلام الدولي عن اعتقاده بأن المبادرة الصينية اتسمت بالغموض ولم تهدف إلى إنهاء الحرب فعلياً، معتبراً ان المبادرة لا تتضمن حلاً للنزاع ولا ضمانات لأوكرانيا.
وفي تقدير البروفيسور فيكتور تشا بجامعة جورج تاون الأمريكية، فإن خطورة دعم الصين لروسيا وإبقاء اقتصاد الأخيرة متماسكاً قد يطيل أمد الحرب وهذا ليس في صالح الولايات المتحدة والغرب.
ورأى برايان هارت، الخبير الأمريكي في الشؤون الصينية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن أن الرئيس الصيني شي يريد أن يظهر للعالم أنه رجل دولة وأن بكين تريد أن تلعب دوراً بناء في صنع السلام. واعتبر بوني جلاسر، الخبير الاستراتيجي في مركز جيرمان مارشال الفكري بواشنطن أن روسيا والصين تشتركان في مصالح عميقة تستهدف الحد من النفوذ الأمريكي حول العالم.
ولفت المحلل المحافظ غابرييل شاينمان في تصريحات لـ «واشنطن بوست» إلى أن حرب أوكرانيا ستزيد من قدرة أمريكا على محاربة الصين لأنها تنعش القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية.