على نطاق أوسع، شهدت أوروبا في العام 2022 حرّاً أكثر بـ2,3 درجة من مناخ نهاية القرن التاسع عشر، حسبما أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الأسبوع الماضي، مؤكدة أنّ درجات حرارة القارة ترتفع بمعدّل ضعف المعدّل العالمي، الأمر الذي يغذّي موجات الحر والجفاف الاستثنائية.

واعتبر وزير البيئة الألماني ستيفي ليمكي أمس، أن الاحتباس الحراري يتسبب في مخاطر صحية جديدة في أوروبا يمكن معالجتها، بما في ذلك من خلال توفير المزيد من الظل والأماكن الباردة في المدن أثناء موجات الحر.

حملة ألمانية

وقالت الحكومة إنها ستطلق حملة لمواجهة الوفيات الناجمة عن موجات الحر التي أصبحت أكثر تواتراً وشدة بسبب تغير المناخ.

وقال وزير الصحة كارل لوترباخ، إن ألمانيا تتعلم دروساً من فرنسا، التي اتخذت العديد من الإجراءات في أعقاب موجة حر مدمرة عام 2003 وتسببت في وفاة حوالي 15 ألف شخص.

وأضاف لوترباخ إن المثال الفرنسي كان «نموذجاً جيداً» لما يمكن عمله لتقليل المخاطر الصحية، خاصة بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل والمشردين. وقال للصحافيين في برلين إن (من) السهل نسبياً إنقاذهم إذا كانت لديك خطة.

وقال لوترباخ إن السلطات تدرس أيضاً أفضل السبل لإصدار تحذيرات بشأن موجات الحر الوشيكة.

موجة في إسبانيا

وتعاني إسبانيا حالياً من موجة الحر الأولى هذا الصيف، حيث أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيراً أحمر، أمس، بالنسبة لأجزاء كبيرة من إقليمي إشبيلية وقرطبة في منطقة الأندلس جنوبي البلاد.

وشهدت مناطق أخرى في إسبانيا ارتفاعاً أيضاً في درجة الحرارة، ولم يُشاهد في الشوارع إلا قلة من الأشخاص، حيث حاول الكثير منهم تخفيف الحر عن أنفسهم بالمراوح والمظلات وزجاجات المياه، وسط الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة. ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة بصورة طفيفة بدءاً من اليوم بعد أن بلغت الذروة أمس، لكن الموجة الحارة لن تنكسر بشكل ملحوظ حتى الخميس.

واعتادت إسبانيا التي تقع على الخط الأمامي في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري في أوروبا، على درجات الحرارة القصوى خصوصاً في الجنوب، لكنّ موجات الحر تضاعفت، وباتت أكثر اشتداداً في السنوات الأخيرة، وفقاً للعلماء.