يقول خبراء المناخ إن هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية على المدى البعيد، بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، أصبح بعيد المنال، مع إخفاق دول العالم في تحديد أهداف أكثر طموحاً، رغم ارتفاع درجات حرارة الأرض والبحر لمستويات قياسية على مدى شهور.

وذكرت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، الممولة من الاتحاد الأوروبي، أنه في أوائل يونيو، ارتفع لعدة أيام متوسط ​​درجات حرارة الهواء على سطح الأرض في العالم فوق 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل عصر الصناعة.

وهذه المرة الأولى التي ترتفع فيها درجات الحرارة في نصف الكرة الأرضية الشمالي خلال الصيف. كما تجاوزت درجات حرارة البحر أيضاً المعدلات القياسية المسجلة في أبريل ومايو.

وقت ضيق

وقالت سارة بيركنز كيركباتريك عالمة المناخ في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية «نفد منا الوقت، لأن التغيير يستغرق وقتاً».

وفي حين يستعد مبعوثو المناخ من أكبر دولتين مسببتين لانبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري للاجتماع الشهر المقبل، تخطت درجات الحرارة الأرقام القياسية المسجلة في يونيو في بكين، واجتاحت موجات حر شديدة الولايات المتحدة.

وتجاوزت درجات الحرارة في مناطق من أمريكا الشمالية، المتوسط ​​الموسمي للشهر الجاري بعشر درجات مئوية.

وسجلت الهند، وهي واحدة من أكثر المناطق تأثراً بتغير المناخ، زيادة في عدد الوفيات، بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة، كما سجلت إسبانيا وإيران وفيتنام ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة.

وقال مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، أمس، إن المملكة المتحدة شهدت هذا العام شهر يونيو الأشد حرارة على الإطلاق.

وقال مكتب الأرصاد الجوية في بيان «متوسط درجة الحرارة البالغ 15,8 درجة مئوية في يونيو 2023 في المملكة المتحدة، هو الأعلى منذ 1884».

مستقبل مرعب

وفي جنيف، قال مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أمس، إن تغير المناخ ينذر بمستقبل بائس «مرعب حقاً»، ينتشر فيه الجوع وتسوده المعاناة.

وانتقد فولكر تورك بعض زعماء العالم الذين لا ينظرون إلا إلى المدى القصير، عندما يتعاملون مع أزمة المناخ. وقال خلال نقاش في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إنّ الظواهر المناخية المتطرفة تقضي على المحاصيل وقطعان الماشية والنظم البيئية، وهذا يقوّض قدرة المجتمعات على إعادة بناء نفسها وإعالة نفسها، ويجعل هذه المهمة مستحيلة.

خطر الجوع

وأضاف «لقد عانى أكثر من 828 مليون شخص من الجوع في عام 2021. ومن المتوقع أن يعرِّض تغير المناخ ما يصل إلى 80 مليون شخص إضافيين لخطر الجوع بحلول منتصف هذا القرن».

وقال «بيئتنا تحترق. إنها تذوب. تغمرها الفيضانات. وتجفّ. وتموت... المستقبل بائس».

واعتبر المسؤول الأممي أنّ «التصدي لمشكلة تغير المناخ، هي إحدى قضايا حقوق الإنسان.. ما زال لدينا وقت للعمل. لكن هذا الوقت هو الآن».

وحضّ تورك العالم على «نبذ من يمارسون الغسل الأخضر» ممّن يدّعون محاربة التغيّر المناخي، ولا يفعلون ذلك في الواقع، وكذلك أولئك الذين يشكّكون في علم المناخ، بدافع من الجشع.