لكل رئيس دولة أسطول طائراته الخاصة، سواء المروحية أو الطائرات الرئاسية، والبعض من الرؤساء والزعماء يمتلكون يخوتاً يتحركون بها خلال زياراتهم الدولية، أو حتى داخلياً، ولكن عندما يأتي الأمر إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، فالأمر دائماً مختلف.. حيث يتحرك الزعيم الكوري الجنوبي بالقطار الأخضر العتيق.. فما هو ذلك القطار؟ وما هو عتاده وتأميناته؟

مشهد خروج الزعيم الكوري الجنوبي ووداعه للجماهير من باب قطاره الأخضر في طريقه إلى روسيا لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أعاد طرح أسئلة عن هية ذلك القطار، وهل هو مجرد أداة من أدوات الرجعية التي يتهم بها الزعيم الكوري الشمالي ونظامه؟ أم أنه وفقاً لبعض التقارير مدرعة تسير على قضبان؟

وتعود آخر التقارير عن القطار إلى العام 2009، وقتما كان والد الزعيم الحالي يقود كوريا الشمالية، وتقول إن هناك ثلاثة قطارات من نفس النوع والشكل يتحركون معاً خلال رحلة الزعيم، وتبلغ السرعة القصوى لكل منهم 60 كيلو مترا في الساعة، ومزودين بكل سبل الحياة الكاملة، من غذاء وغرف اجتماعات، وغيرها، إضافة إلى وسائل تأمين كاملة، حيث جسم القطار مصنع من مواد مضادة للأسلحة الثقيلة، وردد البعض إنهم مصنعين من مواد ضد الأسلحة النووية، وإن كان لم يثبت الأمر.

مقاعد وردية

ووفقاً لصور حديثة للقطار، فقد تم تصميمه داخلياً بمقاعد جلدية باللون الوردي لتناسب ذوق زعيم كيم يونغ أون الزعيم الكوري الشمالي الحالي، ويبدو القطار وقد أدخلت عليه بعض التعديلات الداخلية، إلا أن المصادر لم تحدد التعديلات في بناء القطار وتسليحه وحتى إن كانت قدر زادت سرعاته القصوى أم ما يزال يتحرك بسرعة 60 كيلو متر في الساعة وهي السرعة التي أصبحت بعض الدراجات الكهربائية الـ«سكوتر» تتحرك بسرعة أكبر منها، وإن كانت رويترز قد أشارت في تقرير حول الزيارة الكورية لروسيا، إلى أن القطار تم تزويده بمزيد من الحماية ضد الأسلحة، إضافة لوسائل راحة حديثة، وغرف اجتماعات متعددة مزودة بشاشات عرض لمناقشة الأمور السياسية والترتيبات الأمنية، كما ذهبت رويترز في تقريرها إلى وجود غرف متعددة للزعيم الكوري الشمالي، وأخرى خاصة بعناصر التأمين، والحاشية والأفراد المصاحبين مزودين جميعا بسبل المعيشة الكاملة.

وقالت آن بيونغ الخبيرة في الشأن الكوري الشمالي إنه ليس قطاراً وحيداً، وإنما هناك نسخ متعددة للقطار، كلها متطابقة المواصفات داخلياً وخارجياً، وأوضحت أن كل منهم لديه بين 10 إلى 15 عربة، مؤكدة أن هناك عربات خلال الموكب تخصص لأطقم طبية أيضاً، إضافة للحراسات الخاصة وأفراد التأمين. 

يذكر أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون لا يعاني رهاب الطائرات مثل والده، الذي ابتكر ذلك القطار للتنقل خوفاً من الطائرات، ولكن الابن الدارس في سويسرا يفضل التنقل بالقطار لاعتبارات أمنية وفي الوقت نفسه لتثبيت الصورة الذهنية للفكر الاشتراكي، وهو ما يزيد من الصورة الرجعية المثارة من الإعلام العالمي حول كوريا الشمالية وأوضاع الحكم فيها.