استمرّ أمس النزوح الجماعي للاجئين من إقليم ناغورني قره باغ إلى الأراضي الأرمينية، مع الإبلاغ عن اختناقات مرورية ضخمة على الطريق الوحيد الذي يربط «عاصمة» الإقليم ستيباناكيرت بأرمينيا.

ونقلت وكالة سبوتنيك أرمينيا للأنباء عن الحكومة الأرمينية قولها إن ما لا يقل عن 6650 شخصاً عبروا إلى البلاد من منطقة ناغورني قرة باغ الأذرية حتى الساعة 1300 بتوقيت جرينتش أمس، ارتفاعاً من نحو 4850 شخصاً قبل هذا الوقت بخمس ساعات.

ودخلت مجموعة أولى من اللاجئين الفارين من ناغورني قره باغ بعد ظهر الأحد إلى أرمينيا. ووصل بضع عشرات من سكان هذه المنطقة، معظمهم نساء وأطفال ومسنون، إلى مركز إيواء أقامته الحكومة الأرمينية في كورنيدزور عند الحدود الأرمينية-الأذربيجانية.

وطيلة الليل، تدفّق لاجئون ليسجّلوا أسماءهم وللعثور على مسكن أو وسيلة نقل باتجاه مناطق أخرى في أرمينيا.

موسكو ويريفان

وفيما يواجه تظاهرات مناهضة منذ الثلاثاء، ألقى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان باللوم، ضمناً، على روسيا، لعدم دعمها أرمينيا بعد انتصار الجيش الأذربيجاني على الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ.

ورفض الكرملين على لسان الناطق باسمه دميتري بيسكوف تصريحات باشينيان، قائلاً «نرفض بشكل قاطع كل المحاولات لتحميل المسؤولية للجانب الروسي وقوات حفظ السلام الروسية التي تتصرف ببسالة» رافضاً أي «مآخذ» عليها أو اتهامها بالتقصير.

واتّهمت موسكو أرمينيا بالسعي لقطع العلاقات الثنائية. وقالت الخارجية الروسية إن «القيادة في يريفان ترتكب خطأ كبيراً عبر محاولتها تدمير العلاقات متعددة الأوجه والعائدة إلى قرون مع روسيا وجعل البلاد رهينة لألاعيب الغرب الجيوسياسية». وانتقد باشينيان موسكو الأحد لرفضها التدخل في النزاع الذي انتهى بموافقة مقاتلي الإقليم على إلقاء سلاحهم. وقال باشينيان إن تحالفات أرمينيا الخارجية القائمة حالياً «غير فعالة» و«غير كافية».

ورأت موسكو أن تصريح باشينيان ينطوي على «هجوم غير مقبول على روسيا».

محادثات بروكسل

وتستضيف بروكسل اليوم مفاوضات بين مسؤولين كبار من أذربيجان وأرمينيا، على ما أعلنت الناطقة باسم رئيس المجلس الأوروبي.

وسيمثّل مستشارون للأمن القومي كلًّا من أذربيجان وأرمينيا بالإضافة إلى فرنسا وألمانيا. وسيحضر أيضاً الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب القوقاز الدبلوماسي الإستوني تويفو كلار.