أعلن الجيش الكوري الجنوبي، أمس، أن كوريا الشمالية اختبرت صواريخ «كروز»، أطلقت عدداً منها باتجاه المياه قبالة ساحلها الغربي، في أحدث حلقة من اختبارات لأسلحة، يحذر خبراء من أن بيونغيانغ تعتزم إرسالها إلى موسكو لتستخدمها في حربها ضد كييف.
وأفادت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، في بيان، بأن سيئول «رصدت صواريخ «كروز» عدة، غير محددة، أطلقت نحو البحر الغربي لكوريا الشمالية».
وذكرت الهيئة أن أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية، والأمريكية، تعمل على تحليل عملية الإطلاق هذه بعمق، مضيفة: «جيشنا يتعاون على نحو وثيق مع الولايات المتحدة، ويعزز في الوقت نفسه المراقبة واليقظة ويراقب كذلك أنشطة كوريا الشمالية من كثب».
جيل جديد
وذكرت وسائل إعلام رسمية، أول من أمس، أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أشرف على اختبار إطلاق صاروخي «كروز» من غواصة. والأسبوع الماضي، أطلقت بيونغيانغ صواريخ «كروز» باتجاه البحر الأصفر، منوّهة بأن الأمر «يتعلق بجيل جديد من المقذوفات».
جدير بالذكر، أن العلاقات بين الكوريتين، تدهورت بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، حيث تخلّى الجانبان عن اتفاقات أساسية للحد من التوتر، وعززا الأمن عند الحدود، كما أجريا تدريبات بالذخيرة الحية على طول الحدود.
ووفقاً لمتابعين، سرّعت بيونغيانغ تجارب الأسلحة في العام الجديد، بما في ذلك اختبارات ما أسمته «نظام الأسلحة النووية تحت الماء»، بالإضافة إلى صاروخ باليستي «فرط صوتي» يعمل بالوقود الصلب. كما لا تخضع اختبارات صواريخ «كروز»، التي تحلّق في الغلاف الجوي، للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية. هذا خلافاً للصواريخ البالستية التي تعتمد تكنولوجيا صواريخ الفضاء.
إنتاج كبير
ويصرح مدير المعهد الدولي للدراسات الكورية الشمالية، الباحث: آهن تشان إيل، لـ«فرانس برس»: «يعتقد أن كوريا الشمالية بدأت إنتاج كميات كبيرة من صواريخ «كروز» طلبتها روسيا».
ويضيف آهن: «يبدو أنهم يجرون تجارب للصواريخ في البحر، ما يخلق ارتباكاً لدى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة»، لافتاً إلى أن كل الصواريخ الموجهة تحتاج إلى الخضوع لخمسة اختبارات -على الأقل- قبل نشرها في ساحة المعركة.
ويرى المحلل بالمعهد الكوري للوحدة الوطنية في سيئول، هونغ مين، أنه لا يمكن «استبعاد احتمال» قيام كوريا الشمالية بإجراء تجارب إطلاق صواريخ «كروز» مخصصة للتصدير إلى روسيا.
ويقول: «لعبت صواريخ «كروز» خلال الحرب الأوكرانية دوراً أساسياً بالنسبة لروسيا في استهداف منشآت استراتيجية». فيما يفيد العميد المتقاعد من الجيش الكوري الجنوبي، تشون إين بوم، بأن «الأسلحة الكورية الشمالية تبقى معروضة للبيع طالما أن السعر مناسب».
يشار إلى أن وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، أصدرت بياناً، توقعت فيه أن تقوم جارتها الشمالية باستفزازات عسكرية ومعلوماتية خلال العام الجاري، تشمل: استهداف الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية.
وذكرت الاستخبارات الكورية الجنوبية أن كيم أصدر تعليمات لمساعديه «للتوصل إلى إجراءات، لإحداث ضجة كبيرة في كوريا الجنوبية، مطلع العام المقبل».