توفي الرئيس الناميبي حاجي جينجوب في وقت مبكر الأحد عن 82 عاما بمستشفى في وندهوك حيث كان يُعالج بعد اكتشاف خلايا سرطانية لديه، حسبما أعلنت الرئاسة في رسالة عبر منصة إكس.

وجاء في الرسالة التي وقعها رئيس البلاد الموقت نانغولو مبومبا الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس "ببالغ الحزن والأسف أبلغكم بأن حاجي جينجوب رئيس جمهورية ناميبيا توفي اليوم" في مستشفى ليدي بوهامبا حيث كان يعالج.

وذكر البيان أن جينجوب الذي كان رئيسا لناميبيا منذ 2014 كان محاطا بزوجته وأولاده عندما وافته المنية بمستشفى ليدي بوهامنا بالعاصمة.

وأعلنت الرئاسة الشهر الماضي أن فحصا طبيا روتينيا كشف عن وجود "خلايا سرطانية" لدى رئيس الدولة، وذكرت أنه سيخضع "لعلاج مناسب" مع احتفاظه بمهماته الرئاسية.

وكان جينجوب يعاني مشاكل صحية قبل وصوله إلى السلطة. ففي 2013 خضع لجراحة بالدماغ. وفي السنة المنصرمة خضع لجراحة في الشريان الأبهر في جنوب إفريقيا المجاورة.

واضاف نانغولو مبومبا "لقد فقدت الأمة الناميبية خادماً مميزاً للشعب، ورمزاً للنضال من أجل التحرير، والمهندس الرئيسي لدستورنا وركيزة للبيت الناميبي".

ويعد حاجي جينجوب مهندساً رئيسياً للدستور الناميبي، وأحد المحاربين القدامى في تحرير الدولة الواقعة في جنوب القارة الأفريقية، وربطته بدول أوروبا علاقات متينة عبر سنوات حكمه التي امتدت لـ10 سنوات، وحتى قبل توليه الرئاسة، تمتع بعلاقات طيبة مع دول الجوار، وأيضاً مع زعماء الدول الأوروبية الكبرى، فتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من جانبه، عن وفاة حاجي جينجوب، قائلاً: "رجل رائع" سيبقى "خالداً في ذاكرته"، مشيراً إلى أنه ساهم شخصيا "في تطوير العلاقات الودية بين روسيا وناميبيا".

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا إن جينجوب "كان من قدامى المحاربين في تحرير ناميبيا من الاستعمار والفصل العنصري. وكان له أيضًا تأثير كبير في التضامن الذي أبداه الشعب الناميبي مع شعب جنوب إفريقيا حتى نصبح أحراراً اليوم".

وأشاد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بالرئيس الناميبي الراحل حاجي جينجوب باعتباره رجل دولة ترك أثرا في بلاده.

وأكد شتاينماير اليوم الأحد أن جينجوب سلك "مسار المصالحة مع ألمانيا، على الرغم من العبء الثقيل لتاريخنا" وذلك في إشارة إلى الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الألماني قبل أكثر من مئة عام في ناميبيا الحالية". ولفت شتاينماير إلى أن بلاده ستظل "ملتزمة بمسار المصالحة مع ناميبيا ومعالجة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ألمانيا".

وكتب الرئيس الألماني في برقية عزاء إلى أرملة جينجوب أن "ناميبيا فقدت رجل دولة كبيرا ومؤثرا"، وتحدث عن نضال الرئيس الراحل على مدار عقود من أجل "تحرير ناميبيا من نير الفصل العنصري". وقال إن جينجوب " شكل دستور بلاده الديمقراطي وأصبح أول رئيس وزراء لناميبيا بعد الاستقلال".

ولد حاجي جينجوب في شمال ناميبيا عام 1941، ودخل معترك السياسة في سن مبكرة، مطالبًا بإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا والذي كان يحكم آنذاك ناميبيا، قبل أن يلازم المنفى لنحو ثلاثة عقود.

وفي عام 1989، عاد إلى ناميبيا قبل عام من استقلال بلاده وتعيينه لأول مرة كرئيس للوزراء.

تم انتخابه لأول مرة في عام 2014، وأعيد انتخابه في عام 2019 رئيسًا لناميبيا، وهي دولة شبه صحراوية في الجنوب الأفريقي، وواحدة من آخر الدول الأفريقية التي نالت استقلالها في 1990.