حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الخميس من أن "مخاطر استخدام التقنيات الرقمية كسلاح تتزايد عاما بعد عام" وأن النشاط الخبيث في الفضاء الإلكتروني آخذ في الارتفاع من قبل حكومات وجهات غير الحكومية ومجرمين.

في الوقت نفسه، قال غوتيريش: "إساءة استخدام التكنولوجيا الرقمية أصبحت أكثر تعقيدا وخفية، والبرامج الضارة والهجمات باستخدام العناصر البرمجية الماسحة وفيروسات أحصنة طروادة تنتشر"، مشيرا إلى أن العمليات السيبرانية التي يعززها الذكاء الاصطناعي تضاعف التهديد.

بالإضافة إلى ذلك، حذر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أن "الحوسبة الكمومية يمكن أن تعطل أنظمة بأكملها بفضل قدرتها على اختراق التشفير".

على الجانب الإيجابي، قال غوتيريش إن التقدم الرقمي "يُحدث ثورة في الاقتصادات والمجتمعات"، فهو لا يجمع الناس معا فحسب، بل يقدم الأخبار والمعلومات والتعليم ويمكّن المواطنين من الوصول إلى الخدمات والمؤسسات الحكومية.

وأضاف أن الاتصال الفوري الذي يوفر فوائد هائلة يترك أيضا الأفراد والمؤسسات والحكومات عرضة للخطر.

قال غوتيريش إن حوادث الأمن السيبراني أصبحت "شائعة بشكل مثير للقلق" بدءا من تعطيل الخدمات الصحية والمصرفية والاتصالات إلى "النشاط غير المشروع الذي لا هوادة فيه" بما في ذلك من قبل المنظمات الإجرامية وما يسمى بـ "المرتزقة عبر الإنترنت".

أشار الأمين العام أيضا إلى "مجموعة كبيرة من تجار الكراهية الذين يملأون طريق المعلومات السريع بالخوف والانقسام" والاستخدام المتزايد للفضاء الإلكتروني كسلاح في الصراعات.

وتابع: "التكامل المتزايد بين الأدوات الرقمية وأنظمة الأسلحة، بما في ذلك الأنظمة المستقلة، يمثل نقاط ضعف جديدة".

قال غوتيريش إنه يتم استغلال نقاط الضعف في البرمجيات، ويتم بيع طرق تحقيق ذلك على الإنترنت.

أضاف: "برامج الفدية هي أحد الأمثلة الخطيرة على ذلك، فهي تمثل تهديدا كبيرا للمؤسسات العامة والخاصة والبنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها الناس. وفقًا لبعض التقديرات، وصل إجمالي مدفوعات برامج الفدية إلى 1.1 مليار دولار في عام 2023."

لكن الأمين العام للأمم المتحدة قال إنه بخلاف هذه التكاليف فإن مثل هذه التدخلات تؤثر على السلام والأمن والاستقرار داخل الدول وفيما بينها.

وأردف: "النشاط الخبيث الذي يقوض المؤسسات العامة والعمليات الانتخابية والنزاهة عبر الإنترنت يؤدي إلى تآكل الثقة ويغذي التوترات، بل ويزرع بذور العنف والصراع".

دعا غوتيريش إلى بذل جهود عالمية لضمان تنظيم الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي لضمان توجيههما نحو تعزيز السلوك المسؤول لهذه التقنيات.