تواصل دولة الإمارات جهودها الإنسانية في مختلف المحافظات اليمنية المحررة لدعم الشعب اليمني، والتخفيف من معاناته، وتطبيع الحياة في هذه المحافظات، بعد الحرب التي شنها الانقلابيون، وتسببت في تدمير البنية التحتية وتوقف الكثير من الخدمات الأساسية نتيجة سيطرة الميليشيات على مقدرات الدولة في صنعاء.
جزيرة أرخبيل سقطرى كانت إحدى المحافظات اليمنية التي وصلت إليها أيادي الخير الإماراتية بعدد كبير من المشاريع وفي مختلف القطاعات، بهدف انتشال الجزيرة من واقعها الصعب الذي فرضته الحرب، وما لحق بها من دمار جراء الإعصارات التي ضربتها أخيراً.
معاناة كبيرة
معاناة جزيرة سقطرى امتدت الى ما قبل الحرب، حيث ظلت طي النسيان والإهمال، رغم المميزات السياحية التي تتمتع بها الجزيرة التي تعد من أجمل وأغرب الجزر في العالم.
حيث حرمت من أبسط الخدمات في عهد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وكانت عبارة عن مديرية تتبع محافظة حضرموت، قبل أن يعلنها الرئيس عبدربه منصور هادي محافظة مستقلة في العام 2013.
وشمل الدعم الإماراتي عدداً من المجالات الخدمية والتنموية والأمنية ففي التعليم دعمت الإمارات القطاع في الجزيرة من خلال إعادة تأهيل كافة مدارس الجزيرة (9 مدارس) وإضافة فصول دراسية جديدة للمدارس المزدحمة، تم إنجازها خلال إجازة الصيف الماضي، حيث تمكن الطلاب هذا العام من العودة الى مدارسهم للدراسة في بيئة نظيفة وراقية.
وقال مدير مكتب التربية في المحافظة حسن سعد إن الإمارات أعادت تأهيل وترميم مدارس المحافظة بالكامل والتي بلغ عددها 9 مدارس، وكما تم أيضاً بناء عدد من الفصول في بعض المدارس.
أما في الجانب الصحي كان من ضمن الأعمال الأساسية التي نفذتها الإمارات عبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، حيث تم بناء مستشفى خليفة، وهو المستشفى الوحيد في سقطرى، ويتعالج فيه 95 في المئة من سكان الجزيرة، ويوجد فيه حالياً 4 تخصصات طبية، تقدم الخدمة للسكان بكفاءة عالية.
وتتولى مؤسسة خليفة بن زايد تشغيل المستشفى وتوفير الميزانية التشغيلية له، بالإضافة الى توفير سيارات الإسعاف والعلاجات لمختلف الأمراض.
كسر العزلة
وساهمت الإمارات في كسر العزلة التي فرضت على جزيرة سقطرى بسبب الحرب، والأعاصير التي ضربتها أخيراً، حيث نفذت مؤسسة خليفة بن زايد مشروع إعادة تأهيل وترميم مطار سقطرى الدولي، الذي صار جاهزاً لاستقبال كل الرحلات المحلية والدولية.
وقال محافظ محافظة سقطرى سالم السقطري إن إعادة تأهيل وترميم وصيانة مطار جزيرة سقطرى، يعد من أهم المشاريع التي تم تنفيذها أخيراً في الجزيرة.
وقال إن رحلات الطيران الإماراتي التي تم تدشينها الى سقطرى أخيراً، جاءت استجابة لدعوة الرئيس هادي من اجل كسر العزلة التي تعيشها الجزيرة.
وأضاف ان تلك الجهود ستساهم في انفتاح الجزيرة على العالم مجدداً وكسر العزلة التي فرضت عليها، حيث بات المطار جاهزاً لاستقبال الرحلات الجوية المحلية والدولية، ما يسهم في عودة السياحة الى الجزيرة وتسهيل التنقل والسفر لليمنيين من أبناء الجزيرة الى خارجها وربط سقطرى بباقي المحافظات اليمنية.
توسعة الميناء
وفي سياق متصل، نفذت مؤسسة خليفة بن زايد الإنسانية مشروع توسعة ميناء أرخبيل سقطرى، لتسهيل حركة الملاحة البحرية للمحافظة.
وقال مدير الميناء سالم عامر إنه تم توسيع الميناء عشرات الأمتار داخل البحر وهذا سيسهل استقبال السفن ويسهل الحركة البحرية للجزيرة.